الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابن الجوزي هل كان صوفيا أو حلوليا؟

السؤال

جاء في كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي في الصفحة 20 (نسخة الكترونية): فصل: محبة الخالق ضرورة ......وذكر كلامًا حتى وصل إلى قوله: فكيف بمن صنع تلك الصور المعنوية وبذلها؟ وكيف لا أحب من وهب لي ملذوذات حسي، وعرقي وملذوذات علمي؟ فإن التذاذي بالعلم، وإدراك العلوم أولى من جميع اللذات الحسية، فهو الذي علمني، وخلق لي إدراكاً، وهداني إلى ما أدركته.
ثم إنه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد، أراه فيه بإتقان ذلك الصنع، وحسن ذلك المصنوع، فكل محبوباتي منه، وعنه، وبه، الحسية والمعنوية، وتسهيل سبل الإدراك به، والمدركات منه، وألذ من كل لذة عرفاني له، فلولا تعليمه ما عرفته.
والسؤال: ماذا يقصد بـقوله: ثم إنه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد، أراه فيه بإتقان ذلك الصنع، وحسن ذلك المصنوع؟ وهل في هذا مشابهة للصوفية في العقيدة، أم أن ابن الجوزي -رحمه الله- يقصد شيئًا آخر غير ما فهمته؟ (أقصد: عقيدة الحلول)، لأني أعلم يقينًا أن ابن الجوزي لم يكن صوفيًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق في الفتوى: 68107، الكلام عن عقيدة ابن الجوزي ومآخذ العلماء عليه كابن تيمية وغيره، ولم يكن -رحمه الله- من الصوفية، أو الحلولية، وحاشاه، بل هو نفسه ينقم على هؤلاء، ويذم فعالهم وما هم عليه من باطل في مواطن كثيرة من كتبه، منها كتابه المسمى بتلبيس إبليس، فقد ذكر فيه جملة من تلبيسات الشيطان على الصوفية. وقصده بعبارته هذه الاعتبار بمخلوقاته سبحانه، وجميل صنعه فيها، ومعرفة صفاته التي تدل عليها هذه المصنوعات بما يؤول إلى زيادة محبته، والاستدلال بذلك على وجوده سبحانه وعظيم منه وإحسانه، إذ قد بين هذا التجلي -رحمه الله- في العبارة نفسها بقوله: أراه فيه بإتقان ذلك الصنع، وحسن ذلك المصنوع. اهـ.

وقريب من ذلك ما يقره العلماء ويتناقلونه من قول الشاعر {ابن المعتز}:

فيا عجبا كيف يعصي الإله أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني