الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستقلال عن الأخ وترك مساكنته

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما ولدي أخوان وأخ أكبر أسكن لديه وكان يتحكم بمصيري تماما فقررت الاستقلال وذلك اضطرار مني لذلك لأن الأخ الذي كنت أسكن لديه قام بشتمي عدة مرات وآخر مرة قررت أن أرحل من المنزل وذلك لسبب الطرد أو ما شابه ذلك فهل يجوز لي أن أقاطعه وأعلن حالة استقلال أم ماذا؟ أفتونا جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا حرج في ترك مساكنة الأخ والاستقلال عنه، وأما قطيعته فإنها لا تجوز.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على الشخص في ترك مساكنة أخيه والاستقلال عنه، وأن يعلن ذلك للناس ولو لم يكن له سبب.

وأما مقاطعته فإنها لا تجوز، وقد عدها أهل العلم من كبائر الذنوب. وهي من موجبات اللعنة وغضب الله عز وجل، كما قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد:22- 23}.

والآيات والأحاديث في وجوب صلة الأرحام وحرمة قطعها كثيرة جدا.

فعليك أن تتقي الله وتبقى على صلة بأخيك، ويحسن أن تعظه وتبين له خطأه، بحكمة وأسلوب كيس. وعسى أن يكون ذلك سببا لعودة الأخوة والتقارب بينكما. ولا بأس بتوسيط القرابة وأهل الخير لعلاج أمركما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني