الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستعاضة بالتقويم الميلادي عن التقويم الهجري

السؤال

ماحكم استعمال التقويم الميلادي بدلا من الهجري لأسباب كثيرة منها دقة الميلادي في تحديد الأيام ؟

الإجابــة

الخلاصة:

الأولى استخدام التاريخ الهجري والتقويم بالشهور القمرية لأن الله جعلها في القرآن ميقاتا للناس، ولا نعلم دليلا في منع التقويم الميلادي.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا شك أن الأولى استخدام التاريخ الهجري لأن السنة الهجرية هي التي تحوي الشهور القمرية التي جعلها الله مواقيت للناس والحج والصوم والأشهر الحرم، ويعرف بها الأيام المرغب في صومها كما قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ {البقرة: 189} وقال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ {التوبة:36} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. رواه البخاري.

وقد ذكر القرطبي - رحمه الله تعال - في التفسير: أن الله تعالى وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على ما رتبها عليه يوم خلق السموات والأرض وأنزل ذلك على أنبيائه في كتبه المنزلة وهو معنى قوله إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا . اهـ

ثم ذكر القرطبي - رحمه الله تعالى -: أن هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها بالشهور والسنين التي تعرفها العرب دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط... اهـ

وقد ذكر الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسيره في معنى قوله: إن عدة الشهور قال: إن عدة الشهور عند الله أي في قضائه وقدره... .. في كتاب الله: أي في حكمه القدري.

وبناء عليه، فالأولى استعمال التقويم الهجري، ويمكن أن تقارنه بالتقويم الميلادي. وأما الاقتصار على الميلادي فيخشى أن يكون فيه عدول عن التوقيت الذي جعله الله للناس واتباع غيره في شأنه.

ثم إنه ليس عندنا نص يفيد منعه، ولكن الأولى الالتزام بالتاريخ المعروف عند المسلمين المنصوص في القرآن والسنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني