الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترغيب في السعي في الإصلاح بين الناس

السؤال

أخوان متشاجران قرابة الثلاث سنوات بسبب مشاكل أحد ابنيهم .وحاولت عدة مرات لكي أصلح بينهما لكني لم أفلح الرجاء دلوني إلى الحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إصلاح ذات البين من أفضل الأعمال الصالحة؛ كما جاء في الحديث: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول حالقة الشعر ولكن تحلق الدين. رواه أبو داوود والترمذي وقال: حسن صحيح.

وقد أوردنا هذا الحديث لننبه على أمرين هما ما يرشد لهما الحديث:

الأول: فضل ما تقوم به من الإصلاح بين إخوتك فاستمر على ذلك ولا تيأس.

الثاني: خطورة فساد العلاقات بين المسلمين عموما وبين الإخوة خاصة.

فالشرع حث بقوة على الوحدة والترابط وصلاح ذات البين، وإذا كان مثل هذا التوجيه لعموم المسلمين فمن كانت بينهم رابطة النسب أولى وآكد في حقهم؛ لما بينهم من الرحم التي أوجب الله وصلها ونهى عن قطيعتها، فأعد وكرر تذكير أخويك بذلك، واستثمر الأوقات المناسبة كأوقات الأفراح والمناسبات السعيدة أو قبيل دخول شهر رمضان والأعياد ونحو ذلك.

فليجتمع في السعي في إصلاحك بين الترغيب والترهيب، ومن أعظم ما ورد في ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا.

وما رواه البخاري ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهاجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. أي أكثرهما ثوابا الذي يبدأ بالسلام.

ثم عليك بالدعاء والتضرع إلى الله بأن يهدي أخويك إلى ما فيه خيرهما وهو الصلاح.

وننبه في ختام هذا الجواب إلى وجوب الحذر من المعاصي، فقد تكون سببا في وجود البغضاء ونفرة قلوب الأحبة بعضها عن بعض. روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي محمد بيده؛ ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما.

نسأل الله أن يصلح أحوالكم وأحوال المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني