الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نذر أن يصلي ركعتين عن كل سيجارة يدخنها

السؤال

أخذت على نفسي عهدا أنني إذا عدت للتدخين مرة أخرى أن أصلي ركعتين عن كل سيجارة أدخنها وقد عدت مرة أخرى للتدخين بواقع سيجارة واحدة أو اثنتين، فهل جائز شرعا أن أفي بعهدي أم لا، لأني أعلم أن أصل العبادات مبنية على التحريم، وأرجو منكم أن تدعو لنا بأن نترك هذه العادة الذميمة؟ وشكراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فإن كان هذا العهد بصيغة النذر أو ما يدل عليه من صيغ الالتزام فهو نذر لجاج يخير صاحبه بين الوفاء به وبين كفارة اليمين، وإن لم يكن بصيغة النذر أو كان مجرد حديث نفس فلا شيء فيه، والتدخين محرم فيجب عليك اجتنابه على كل حال.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخلو هذا النذر من ثلاث حالات:

الأولى: أن يكون بصيغة النذر أو ما يدل عليها، فيكون حينئذ نذر لجاج وغضب، فأنت مخير فيه بين الوفاء بالنذر أو كفارة اليمين.

الثانية: أن لا يكون بصيغة النذر أو ما يدل عليها.

الحالة الثالثة: أن يكون مجرد حديث نفس من غير تلفظ، فهذا لا يترتب عليه شيء في الحالتين، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 73152.

واعلم أن التدخين محرم فيجب عليك الإقلاع عنه ولو لم يكن منك عهد بتركه، والعهد يزيد الأمر تأكيداً، وبالصدق مع الله تعالى وصدق العزيمة تستطيع ترك التدخين بإذن الله، وانظر الفتوى رقم: 20739 نسأل الله لنا ولك العافية.

والذي فهمناه من قولك إن أصل العبادات مبنية على التحريم أنك تعني أنها لا تلزم إلا بدليل الشرع اعتراضاً على إيجابها في حالة النذر، والجواب هو أنه في حالة النذر يجب الوفاء بها لكون الناذر ألزم بها نفسه، ولم يجب الوفاء هنا نعني في نذر اللجاج والغضب لكون صاحبه يقصد به المنع لا فعل القربة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني