الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشترط في وجوب الوفاء بالنذر ملاحظة نية التقرب إلى الله

السؤال

نرجو أن تخبرونا بحكم من ينذر نذورا في عقله دون التفوه بها ولكنه يوميء برأسه للدلالة على الموافقة عما بباله ، أو أنه يتلفظ بكلمة نعم للدلالة على الموافقة على النذر الذي بباله، أو يقول باللفظ وعد يا رب أن الذي ببالي سأفعله ، أو يقسم بالله العظيم بنية أنه سينفذ النذر الذي بباله مع تلفظه بكلمة نعم، فهل هذه النذور تعد نذورا ؟ أم أنه يجب أن يقول صيغة معينة ؟ وأيضا أنا أعلم أن النذر الواجب الوفاء هو نذر الطاعة فقط أو النذر الذي يراد به التقرب إلى الله فهل كل نذر غير ذلك النذر يجوز الكفارة عنه وليس الوفاء به واجب ؟ فمثلا إذا نذر الإنسان أن يتصدق ولكن ليس بنية التقرب وإنما نذر ذلك لأي سبب آخر المهم أنه تلفظ بالنذر فهل يجب الوفاء به ؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

النذر لا ينعقد إلا بصيغة تفيد الالتزام كقول الشخص: لله علي صدقة، ولا ينعقد بمجرد النية.

والوعد لا يعتبر نذرا ولا يجب الوفاء به بل يستحب عند جمهور أهل العلم.

وإذا حلف الإنسان على تنفيذ ما نواه في قلبه ولم يفعل فقد لزمته كفارة يمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنذر لا ينعقد إلا بصيغة تفيد الالتزام كقول الشخص، لله علي صدقة، أو نذرت ذبح شاة إن شفى الله مريضي ونحو ذلك وراجع الفتوى رقم: 102449.

وعليه؛ فما نواه الشخص في قلبه لا يعتبر نذرا ولو تلفظ بعده بعبارة نعم أو أومأ برأسه للدلالة على الموافقة وراجع الفتوى: 23184.

وقوله: وعد يارب سأنفذ ما نويته. لا يعتبر هذا من باب النذر بل هو من باب الوعد الذي يستحب الوفاء به ولا يجب عند جمهور أهل العلم كما تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 17057.

والحلف على تنفيذ ما نواه الشخص في قلبه يعتبر يمينا وليس من باب النذر ، وبالتالي فإذا لم يقم بما نواه فتلزمه كفارة يمين، وهذه الكفارة تقدم بيان أنواعها وذلك في الفتوى رقم: 204.

وأنواع النذر سبق ذكرها في الفتوى رقم: 1125.

والنذر لا يشترط في وجوب الوفاء به ملاحظة نية التقرب إلى الله تعالى؛ بل متى نذر فعل طاعة لم تكن واجبة عليه قبل النذر وجب الوفاء بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني