الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب أمر الأولاد بالصلاة

السؤال

أشكركم كثير الشكر أود أن أسألكم، عندي ابن وله 14 سنة عندما أقول له يصلي يصرخ زوجي في وجهي كثيرا ونتخاصم كثيرا لأن ابني عندما كان له 7 سنوات علمته كيف يصلي وبدأ يكبر ولم يتعاون معي زوجي فيه لأنه رباه بأن لا يسمع مني، وعلما أن زوجي يصلي ويقراْ القرآن كثيرا ومع ذلك عندما أقول لابني صل يصرخ في المنزل ويكثر المشاكل كثيرا وأنا أتعذب في ضميري ولا أنام في الليل، ساعدوني أرجوكم كيف أتعامل مع هذا الوضع، وطلبت زوجي كثيرا بأن يقول لابني يصلي ولا يسمع مني ماذا أفعل لا يسمع مني زوجي أبدا ويقول لي خلي ابني على ما يهوى، ولكن ديننا لا يسمح بهذا، ساعدوني، أرجوكم ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فمن واجب الوالدين أن يأمرا ولدهما بالصلاة، فعلى السائلة أن تستمر في أمر ولدها بالصلاة، وليكن ذلك بالطريقة المناسبة، ولا يكون عليها إثم بعد ذلك، وعليها أن تبين لزوجها وجوب أمر الولد بالصلاة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأمر الولد بالصلاة واجب على الوالدين، كما سبق في الفتوى رقم: 28789، فكيف لا يأمر أب ابنه بالصلاة، وهو يعلم مكانتها ومنزلتها في الإسلام، بل وينهى من يأمره بها، هذا لا يتصور إلا من جاهل جهلا عظيما بالإسلام وبالقرآن، ففي القرآن قول الله عز وجل على لسان لقمان الحكيم: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {لقمان:17}، وقوله عن إسماعيل عليه السلام: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا {مريم:55}، وقوله: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى. {طه:132}.

ولكن لعله يعترض على طريقتك في أمر الولد بالصلاة، فكوني رفيقة بولدك عند أمره بالصلاة، وانظري لأسلوب لقمان عليه السلام حيث عرف الابن أولا بالله عز وجل، ثم أمره بإقام الصلاة لهذا الإله العظيم، حيث قال قبل أن يأمره بالصلاة : يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌا. {لقمان:16}.

وعلى كل حال فأنت إذا قمت بما عليك من أمر ولدك بالصلاة لا يكون عليك إثم، وتذكري أن الهادي هو الله عز وجل وما عليك سوى التذكير، فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر، فلا تتوقفي عن أمر ابنك بالصلاة بالطريقة المناسبة.

ولك أن تناقشي زوجك وتبيني له وجوب أمر الولد بالصلاة، وليكن نقاشا علميا هاديا بعيدا عن الانفعال والشجار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني