الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك الوالد النفقة على من تلزمه نفقته إثم مبين

السؤال

أبي ظالم جداً ظلم أمي وإخوتي لا يصرف على أمي ولا على إخوتي منذ الطفولة وهو يستطيع لأنه ميسور الحال جداً جداً، أبي متزوج من امرأة أخرى قبل أمي ( ويظن ظالمه وأخوتي من أبي كانت تبيع حلويات لأهل الحي لتستطيع العيش وعندها أبناء 9 كان وطبعا وكان يأخذ المهر زواج ويطلب مهر مرتفع يصل إلى مائة ألف درهم وبعد أمي أيضا عندها 9 ) ، ولكن الله رحمها بوالد حنون كان جدي يرسل إلى أمي نقودا شهريا وهكذا عشنا ولكن أبي تزوج مرة ثالثة من غير عربية وأنجبت 3 وكلنا في بيت واحد، وبعدها طلق أبي زوجته الأولى وقسمت المحكمة البيت ومات أخي من أبي زوجة أبي المطلقة وكان يعمل والمحكمة حكمت براتب أخي لأمه وكان أبي يأخذه ويقول المحكمة حكمت لها وهكذا -وطبعاً أبي كان يأخذ راتب أخي رحمه الله قبل موته أيضا ويطلب من أخي أن يأخذ قرضا من البنك من راتب أخي ومات وهو لا يتجاوز 19سنة، كان لا يستطيع أن يأخذ من راتبه سوى مصروفه كان يرسله إلى العاصمة بباص حيث يعمل، وبعدها تزوج من امرأة رابعة من دولة غير عربية أيضا كان لا يدفع سوى للمرأة الثالثة حيث كان يصرف عليها ولكن ببخل أيضا، والرابعة أنجبت 5 وطلق الثالثة مرة أخرى ولكن لم تسكت مثل أمي، الزوجه الأولي ذهبت إلى المحكمة وحكمت لها المحكمة بجزء من البيت ومصروف للأطفال، كان إخوتي من المرأة الثالثة أحسن حالا، وتزوج امرأة خامسة من دولة خليجية وهي حامل وزوجته 3 بعمر بنته هكذا أبي -ومات أخي الثاني وراتب الامة -من زوجة مطلقة رقم 1--وأبي أخذ المال من راتب الابن الأول وأمه لاتعلم بهذا، وبعدها طالبت الدولة بمبلغ كبير لترده الأم مسكينة وهي لم تأخذ شيئا من المال -وبعد كل هذا لايدفع مصروف أبناء غير العربية بل يعطف الناس على إخوتي ونحن نجمع ما نستطيع لهم وهكذا، وطلبت زوجته غير العربية المطلقة أن تتزوج برجل آخر وهي صغيرة ولم يوافق بل لم تزوجت وأخبرتة سحب جواز السفر -وجعلها من دون طعام يكفي إخوتي الأطفال الذين هم في المرحلة الابتدائية ويذهبون بدون مال، وأيضا نجمع أنا وإخوتي المال لهم، هكذا أبي ما الحل أبي غني وعنده مال كثير ويملك بيوتا ومزرعة مكتوبة باسمه وأمي التي لا تأخذ شيئا ابدا -أرجوك ما الحل هل نذهب المحكمة ونشتكي وهل هذا الأمر يغضب الله، أرجوك أخبرنا نحن تعذبنا ولانريد لإخواننا نفس المصير.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

من الخطأ الكبير أن يمتنع الوالد من الإنفاق على من تلزمه نفقته، والواجب نصحه بالعدول عن ذلك، فإن بقي مصراً على الامتناع فلا مانع من رفع أمره إلى القضاء، مع بذل البر والاحترام له.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على أبيكم أن ينفق بالمعروف على من تلزمه نفقته مثل الزوجات اللاتي لم يزلن في عصمته، ومثل أبنائه الصغار الذين لا مال لهم، ومن لم يتزوج من بناته، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 66857.

وإذا ترك الوالد النفقة على من تلزمه نفقته فإنه يأثم، ففي الحديث الشريف: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول. رواه أبو داود. وفي مسلم: كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته.

وفيما يخص ما سألت عنه من رفع أمر الوالد إلى المحكمة، فجوابه أن ذلك لا يجوز طالما أن ثمت طرقاً يمكن التوصل بها إلى الحل، كما سبق في الفتوى رقم: 29356..

. فالواجب نصحه بالقيام بواجبه، وتحذيره من عاقبه ما هو فيه، وتوسيط من له تأثير عليه وغير ذلك من الطرق.. وإذا لم يجد شيء من ذلك فلا حرج حينئذ في رفع أمره إلى القضاء، مع بذل البر والاحترام له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني