الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقتناء الجيتار من مصايد الشيطان

السؤال

أردت أن أسأل سؤالا يحيرني: عمري 15 سنة, أريد وبشدة اقتناء جيتار، مع العلم بأنني سأقتنيه لاستعماله كهواية ولن آخذه بمحمل الجد, فقط للتسلية، ولن أستعمله في جماعة أو شيء مشابه، بل سأكتفي بالعزف في أوقات محددة ولوحدي، وأنا أيضا أعد نفسي أنني إذا استعملته أي استعمال خاطئ سأعاقب نفسي بأن يأخذه مني والدي ولا يرجعه لي مرة أخرى!! إني أفكر وأحلم بشراء جيتار! أصبح حلم حياتي! فهل هو حرام إذا اقتنيته؟ فأرجو الإجابة بأسرع وقت ممكن أرجوكم.. وشكراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الجيتار من المعازف المحرمة ولا يجوز اقتناؤه، ويجب على المسلم أن يصرف وقته فيما ينفع، وأن يحذر من خطوات الشيطان إلى المعاصي.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أنه لا يجوز استعمال الجيتار، لأنه من المعازف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. أخرجه البخاري.

ووجه الدلالة منه أن المعازف هي آلات اللهو كلها لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك، كما نقله ابن القيم في إغاثة اللهفان، وقوله صلى الله عليه وسلم: يستحلون.. معناه أنها كانت حراماً فأباحوها واستحلوها..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام. مجموع الفتاوى 11/576.

وأخرج الطبري في جامع البيان عن مجاهد في قوله تعالى: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا. قال: هو الغناء والمزامير... وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 25612.

والحاصل أن استعمال الجيتار محرم بلا ريب وأن اقتناءه كذلك لأن ما حرم استعماله حرم اقتناؤه، ولا تنتفي الحرمة بما ذكرت من قصدك من اتخاذه لمجرد التسلية أو استعماله بمفردك أو بما تنوينه من عقاب نفسك لو تعديت في استعماله وما شابه ذلك.

واعلمي أن الشيطان أحرص ما يكون على صرف المؤمن وصده عن ما ينفعه في دينه ودنياه وأنه يتدرج بالمسلم في المعاصي من صغيرة إلى كبيرة إلى ما هو أكبر منها، فلا تتبعي خطواته واحذري مكائده واصرفي وقتك في علم نافع أو عمل صالح، واستعيني على ملء فراغك بمصاحبة الأخيار والصالحين واجعلي أحلامك وآمالك في إعداد نفسك كزوجة صالحة في المستقبل القريب، وفي رضا ربك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني