الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم تستطع قضاء ما عليها من الصوم

السؤال

امرأة كبيرة في السن كانت قد أفطرت شهرين في ماضي عمرها بسبب الحمل والإرضاع وقد كان يسود الجهل في الماضي بشأن وجوب قضاء هذه الأيام وهي علمت مؤخرا بوجوب القضاء ولكنها تعاني من قرحة معدية مزمنة وتعاني من صعوبة بالغة في الصيام وهي تصوم شهر رمضان ولا ينتهي هذا الشهر إلا وهي في حالة صحية صعبة وسؤالها بشأن هذين الشهرين هل يباح لها إخراج فدية عن هذه الأيام وما مقدارها إن كان هذا جائزاً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن أفطر أياماً من رمضان، وجهل وجوب قضائها، فإنه يلزمه قضاؤها إذا علم ذلك، فإن أخر القضاء حتى دخل عليه رمضان آخر نظر في أمره:
فإن كان التأخير لغير عذر لزمه القضاء والإطعام عن كل يوم مسكيناً.
وإن كان لعذر من مرض أو حمل يشق معه الصوم، فلا يلزم غير القضاء.
ومنه يعلم الواجب في حق هذه المرأة.
فإن عجزت عن القضاء، وثبت بخبر الطبيب الثقة أن هذا المرض مما لا يرجى برؤه سقط عنها الصوم، ولزمها عن كل يوم إطعام مسكين مداً من طعام، وهو ما يعادل 750 جراماً تقريباً، ويجوز دفع هذه الفدية لمسكين واحد، أو توزيعها على جماعة من المساكين، قال الإمام النووي رحمه الله: (فيجوز صرف أمداد كثيرة عن الشخص الواحد والشهر الواحد إلى مسكين واحد أو فقير واحد.) انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني