الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر على الزوج وحل المشاكل معه بحكمة

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ 3 أعوام ولا أزال عذراء حتى الآن زوجي سليم لكنه هو لا يدرى إلى الآن أنني عذراء لأنه يجهل كيفية العلاقة يقولون إنها علاقة تتم عن طريق الفطرة يعنى حتى لو لم يدرس أو يتعلم هي حاجة فطرية ولكن زوجي لا يعرف كيف يقيم هذه العلاقة وأنا بصراحة لا أحبه ولكنني عودت نفسي أن أعيش معه لأنه يسترني ماديا ولكن عمري يضيع في الفاضي معه وأنا أحاول أن أثقفه لكنه بحسب طبيعته منعزل ولا يحب الناس لا يريد أن يفهم ولا يريد أن نذهب إلى الدكتور وأنا أصبحت لا أطيق النوم معه عندما يطلبني للفراش لا أحب رائحته لا أطيقه فقط مرتاحة ماديا معه حتى إنني بحاول أن أؤسس نفسي بفلوسه حتى لو حصل طلاق يكون عندي شيء هل هذا حرام أصبحت أفكر في نفسي فقط تفكيرا ماديا وعلى حساب حياتي، حاليا أنا غير مستعدة للطلاق مع أنني لست صغيرة عمرى 32 سنة والمرأة أكيد يحسب عليها العمر بالنسبة للحمل، أنا لا أعرف كيف أفكر أو تفكيري هذا خطأ أرجوكم أفيدوني مع العلم أن زوجي لا يريد مساعدتي بالتوقف عن الشيءالذي يتناوله وتصبح رائحة فمه كريهة ولا يدرى كيف يقول كلام أو شيء من هذه الأشياء التي تحبها المرأة أصلا، زواجنا من الأول خطأ هو يحبني ولكن طباعه ليست كطباعي هو منعزل ولا يحب الناس ولا الأصدقاء ومنذ ما تزوجت به أترجاه لنذهب للعشاء بالخارج ولكن لا يريد أنا بصراحة حياتي معه مصلحة ولكنني حاولت معه أن يتغير لا يريد هل الحل الانفصال أم الذهاب إلى الدكتور لأنني إذا أنجبت مستعدة للعيش معه ولكن كيف ؟؟؟؟ وزوجي قريبي هو ابن خالي هناك فترة تمر حوالي الشهر ولا نقرب بعضنا وعندما أتكلم معه لابد أن نحاول يقول لي إذا ما عاجبك روحي عند أهلك ونحن نعيش في غربة بعيدة عن أهلنا ومن إلحاحي له لكي نذهب إلى الدكتور قال لي روحي عيشي مع أهلك يعني هو في مكان وأنا في مكان وهذا هروب من حل المشكلة، أنا اعلم أنه يحبني ولكنه لا يريد أن يواجه هذه المشكلة مع العلم أنه أيضا يهرب بمشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية أنا لا أدري من المخطئ هو أم أنا، وما الحل في هذه الحالة، وعندي سؤال ما هي أهم حاجة في الزواج يعنى أنا مبسوطة ماديا ولكن نفسيا أبدا لم أسعد يوما حتى أنني لم أقض شهر عسل، حلم كل فتاة مع توفر المال أم أن أتزوج بآخر مع عدم وجود المال ولكن وجود الراحة النفسية لا أدري أنا ضائعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من حالتك يمكن تلخيص الجواب عنه في أمور :

1ـ عليك إخبار زوجك صراحة بأنك عذراء ويكون ذلك بلطف يظهر منه المودة والرحمة في حل ذلك لأن عرضها بطريقة متشنجة قد تؤدي إلى أمور عكسية، وتبيني له أن هذه المشكلة تحصل لأسر كثيرة ومنهم من طال معهم الزمن ومنهم من قصر إلا أن المبادرة إلى حلها هو طريق الحفاظ على المودة والرحمة، والعلاج ليس بعيب من هذا الأمر بل هو مطلوب مرغب فيه لأنه مؤد إلى الحفاظ على الزوجية وكل وسيلة أدت إلى ذلك فهي مطلوبة ومرغب فيها.

2- كونه يشاهد الأفلام الإباحية فهذا لا يجوز له وهذا الأمر مما يفسد الحال والمآل ويفسد القلب والأخلاق ويؤدي إلى سخط الله وغضبه فبيني له ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ،وأما العادة السرية فحرام كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 1087.

3- أما أخذك لماله وجمعك له احتياطا لحصول طلاق فإنه لا يجوز لك أخذ شيء من ماله إلا في نفقتك بالمعروف وما زاد على ذلك فلا يؤخذ إلا بإذن من الزوج وطيب نفسه ورضاه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. رواه البخاري من حديث عائشة، وما أخذت من ذلك بدون إذنه فعليك رده.

4- أما الحل فلا ننصح بالانفصال بل بالأخذ بأسباب الإصلاح والتي ذكرناها في الفتوى رقم: 5291.

فإن تعذر ذلك ولم تستطيعي الصبر والتحمل ولم يستجب لك بعد مصارحتك له فإنه لا مانع شرعا أن تنفصلي عنه طواعية منه أو بجره إلى القضاء دفعا للضرر عن نفسك.

5- أما المرات التي تجامع فيها الزوجة فقد صحح ابن تيمية رحمه الله أنه بقدر حاجتها وطاقته قال وهذا أصح القولين.

6- وأما تناوله لما يؤذي الزوجة برائحته فعليه شرعا الامتناع عن ذلك لأنه من الإيذاء والضرر، قال: وَلَا تُضَارُّوهُنَّ {الطلاق:6}، وقال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.

7- ختاما ننصحك بالصبر ومعالجة الأمور بحكمة، وكما قلت أن زوجك حريص عليك ويحبك، وما ذكرته من هذه الأمور يمكن حلها وتجاوزها، ولعل كثيرا من الأسر تمر ببعض هذه المشاكل أو أشد منها ولكنها تحل وتنتهي مع مرور الأيام والأوقات، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7170، 76091، 65583.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني