الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عدم تمكين الزوجة لزوجها من معاشرتها لكونها تكرهه

السؤال

تزوجت منذ 30 سنة وكنت غير موافقة على زواجي من هذا الشخص ولكن أجبرتني والدتي على الزواج منه بالضرب وكنت صغيرة في السن وقد تعبت نفسيا وكنت أشعر بالموت كل يوم حتى أنني أقبلت على الانتحار أكثر من مرة وكان لا يأخذ حقه مني إلا بالقوة، حتى إنني أنجبت منه الآن خمس أولاد أكبرهم يعمل مهندسا وله أولاد وتزوج لي من أولادي أربعة أولاد ووصل بي الأمر إنني الآن أمنعه من حقه الشرعي، والله رغما عني، فأنا لا أشعر تجاهه بأي ارتياح وفى نفس الوقت هو لا يستطيع الزواج من أخرى لأسباب منها الظروف المادية، ثانيا تقاليد القرية ولكبر سن الأولاد وزاوجهم وإنجابهم وأنا الآن أمنعه من حقه الشرعي وخائفة من عذاب الله لأن له حقا أنا مفرطة فيه وما أدري هل أنا معذورة بسبب عدم موافقتي على الزواج من يومها مع علم زوجي بعدم موافقتي أم أنا مذنبة لأن هذا حقه مع العلم بأن زوجي حنون على ويتمنى لي الرضا وإنسان خلوق ومجتهد ولكن قلبي مع ذلك لا يشعر اتجاهه بأي ارتياح مع العلم بأنني لا أتمنى زواج أحد حتى يكون هذا سبب عدم ارتياحي فما الحكم في امتناعي عن زوجي والذنب علي من أهلي الذين أجبروني أم زوجي الذي يعلم بعدم موافقتي عليه أم علي أنا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان يجوز لأمك إجبارك على الزواج من هذا الرجل الذي لا ترتضينه زوجا، فقد أخطأت أمك بذلك، وقد يكون زوجك قد أخطأ بإقدامه على الزواج وهو يعلم عدم موافقتك على هذا الزواج، وعلى كل حال لا يجوز لك منع زوجك شيئا من حقه، فإن هذا يعرضك للوعيد الشديد الوارد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. وراجعي الفتوى رقم: 1780.

ويستحيل أن يستمر إجبارك طيلة هذه الفترة، فالظاهر -والله أعلم- أن عدم رفعك الأمر للقاضي الشرعي وسكوتك هذه الفترة الطويلة يعد رضى منك، وبالتالي لا يصح أن يكون عدم موافقتك على الزواج ابتداء عذرا في منعه حقه.

ولا يجوز أن يكون كرهك له باعثا على منعه حقه، ولكن كرهك له يسوغ لك طلب الطلاق ولو في مقابل عوض تدفعينه إليه وهو ما يسمى بالخلع، وراجعي فيه الفتوى رقم: 3875.

ولا نرى لك المصير إلى ذلك وقد عاشرك زوجك هذه المدة، ورزقك الله منه هؤلاء الأولاد، وعسى إذا استعنت بالله تعالى أن تتجاوزي هذه الجانب النفسي وأن ينقلب هذا الكره إلى مودة ومحبة.

وراجعي الفتوى رقم: 9226.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني