الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يحرم الأب المسلم أولاده المرتدين في اوربا من الميراث

السؤال

أنا أعيش من زمن طويل بأوروبا، وفي البداية لم أكن مهتما بأمور ديني وتزوجت من أوربية ورزقني الله منها 3 أطفال والآن الله عز وجل هداني وردني إلى ديني(الإسلام) والحمد لله.
سؤالي هو أن الأولاد كبروا وهم للأسف لا يمتون للإسلام بصلة فماذا عن أملاكي هنا حيث إنهم سيرثوني وتذهب هذه كلها لغير المسلمين !!! أفتوني بما علمكم الله وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان أولادك لا يدينون بدين الإسلام فإنهم لا حق لهم في ميراثك بعد مماتك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يرث الكافر المسلم. رواه البخاري، فالأولاد المرتدون لا يرثون أباهم المسلم، ويمكنك منعهم من الإرث بكتابة وصية تحرمهم من الإرث، ومن المعلوم أن قوانين تلك البلاد يعملون بوصية الميت.

وننبهك إلى أمرين:

الأول: أن الأولاد يتبعون دين أبيهم المسلم لا دين أمهم الكافرة، فمجرد تقصير الكبار منهم في بعض الواجبات أو جهلهم ببعض أحكام الدين لا يصيرهم كفارا ما لم يرتكبوا ما يوجب الردة، أما الصغار فيحكم بإسلامهم على كل حال فيرثون من مورثهم المسلم.

ثانيا: ينبغي لك أن تسعى جاهدا في نصحهم ودعوتهم إلى الله تعالى ولو كانوا كافرين حتى تصلح ما أفسدته في سابق عمرك وتبرئ ذمتك أمام الله تعالى عما ارتكبته من ذنوب في ما حصل منك من تفريط في اختيار أمهم ثم في تربيتهم.

وأخيرا ننبه السائل إلى وجوب الهجرة من تلك البلاد على من لم يستطع إقامة شعائر دينه فيها أو من خاف فساد أهله وأولاده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني