الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رئيس العمل يحسب له أجر أيام الإجازة

السؤال

أنا موظفة بإحدى الشركات لكن لست موظفة رسمية أنا على نظام العقود والشركة تعطي موظفيها أيام إجازة خلال السنة ولا تمنح لموظفي العقود،يعني إما أني أداوم لوحدي أو يخصم من راتبي يوم.
رئيستي بالعمل متعاونة معي وتحسب لي اليوم كأني مداومة وأنا أكون إجازة لأنه ليس فيه أحد يداوم بهذا اليوم عدا رجال الأمن مما يسبب لي خطورة...
سؤالي يافضيله الشيخ هل الراتب الذي آخذه بهذا اليوم حلال بما أن رئيستي بالعمل موافقة على أنه يحسب لي كساعات عمل؟
وإذا كان عكس ذلك ماذا يتوجب علي فعله مع العلم أن لي 4 سنوات أعمل على نظام العقود وبالسنة الواحدة يأتي أكثر من يوم إجازة للموظفين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان تعاون رئيستك بالعمل معك مخولا لها من جهة العمل فلا حرج عليها فيما فعلت، ولا حرج عليك فيما تأخذينه على أيام الإجازة التي تمنحك إياها، وإن كانت جهة العمل لا تخولها ذلك فلا يحل لها ما فعلت، ولا يحل لك أنت ما أخذت لأن ذلك من أكل مال الناس بالباطل والغش والكذب، وقد قال تعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:188}

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا ».

وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم: وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. وهذا لفظ مسلم.

وإذا كان دوامك وحدك يسبب لك خطورة فإن واجبك أن تتفاديه بأخذ إجازة غير معوضة حفاظا على عرضك وكرامتك. وراجعي الفتوى التالية: 9558.

وعلى تقدير أن ما أخذته لا يحل لك فالواجب أن تعيديه إلى الشركة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وابن ماجه.

ولا يلزمك أن تعيديه مباشرة إن كان ذلك يسبب لك أو لرئيستك إحراجا بل يكفي أن تعيديه بالكيفية التي ترينها مناسبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني