الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوجة من زوجها المصر على التدخين مما يؤثر على الإنجاب

السؤال

زوجي مدخن ، نحن لا يوجد لدينا أولاد وأخبرنا الأطباء أنه يجب أن يتوقف عن التدخين لأنه يسبب في قتل الحيوانات المنوية، حاولت بشتى الطرق إقناعه عن الإقلاع ولكن دون جدوى ماذا أفعل؟ يجب أن يتوقف حتى نستطيع أن نجري عملية طفل أنابيب ؟ وهذا الشيء يسبب لي توترا وعصبية دائمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد شرع الله الحياة الزوجية وأقامها على أساس من المودة والرحمة، ليتحقق من وراء ذلك أغراض كثيرة، ولا شك أن تحصيل الأولاد أحد أغراض الزواج. قال تعالى: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ. {البقرة: 187} قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو الولد ، وكذا قال أبو هريرة وعكرمة، ومجاهد والحسن البصري، والضحاك والسدي وغيرهم. فتحصيل الولد حق لكلا الزوجين.

فعليك أن تقدمي النصح لهذا الزوج بترك السجائر لأنها محرمة تسبب أضراراًً كثيرة على البدن ويتعدى ضررها إلى الغير فيتعدى ضررها إلى الزوجة والأولاد، والقاعدة الشرعية: لا ضرر ولا ضرار. ويضاف على ذلك هنا أنه مانع من حق الزوجة في تحصيل الولد، فإن استجاب للنصح، فذلك ما نرجوه والحمد لله .. وإن لم يستجب فلك الحق أن تطلبي منه الطلاق، أو أن تختلعي منه، ولك أن تصبري عليه. وينبغي أن تنظري في الأمر بروية وتمهل مع استخارة الله تعالى ومشاورة العقلاء من أهلك.

جاء في متن زاد المستنقع: فإذا كرهت خلق زوجها أو خلقه أو نقص دينه أو خافت إثماًً بترك حقه أبيح الخلع. انتهى.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: قوله :" أو نقص دينه " المقصود الذي لا يوصل إلى الكفر، كأن تراه متهاوناًً في صلاة الجماعة أو يشرب الدخان. الشرح الممتع كتاب الخلع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني