الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في طلبك الطلاق من هذا الزوج المسيء

السؤال

في سنة 1996 تقدم لخطبتي إنسان، قالوا لي بأنه ملتزم يصلي ويقرأ القرآن، فلما رأيته لم يظهر لي شيء مما ذكروا، فطلبت من أمي أن تسأل عنه مع الإشارة أن أبي موجود ولكن غير مهتم لهذه المسائل الحساسة وأنا كبرى إخوتي، وبالفعل كان ظني في محله، أي أنه كان يتعاطى المخدرات وشرب الخمر والتدخين فرفضته رفضا تاما، ولكن أقنعتني عائلته بأنه أقلع عن كل ذلك منذ مدة وأنه مستعد لأن يزور الطبيب المختص وبأنه تاب إلى الله ولا يهمه الآن سوى أن يكون أسرة ليسكن إليها، وقد ضغط علي الجميع بأن هناك أشخاصا كانوا مثله والآن هم من خيرة الناس وأكدوا لي بالبرهان، وبالفعل بعد أخذ ورد وافقت وياليتني ما فعلت، وبعد مرور 8 أشهر تم عقد القران ولم تتحرك اتجاهه أية مشاعر عاطفية سوى المودة التي كنت أفرضها على نفسي كي يمكن تكوين أسرة كما أرادوا هم لا أنا، لأنه كنت دائما خائفة أن يرجع إلى الإدمان وأحاول جاهدة إسعاده بكل ما يتمنى أي زوج من زوجته، وخلال شهر العسل بدت لي أشياء غريبة جداً كان أهله قد أخبروني بأنه سيد البيت بعد موت أبيه وهو المتكفل بأختيه الصغيرتين، وأنه حنون وعطوف ولكن تبين أن مسؤولية البيت قد رماها كلها على أمه مع العلم بأنني قبلت السكن معها لأنه وحيدها الذكر، فبدأ يخبرني أنه مدعو لحفلة مع أصدقائه ترك الصلاة- الإدمان على الأفلام- كان يوافقني على زيارة أسرتي– ولم أظن أبداً أنه كان يتسناها فرصة للتدخين حتى لا أعرف، فوجئت بأنه عكس ما يقولون تماما إذ بدأ يهل علي بالضرب- ومر ت الشهور وشاء الله أن حملت بابنتي الأولى رغم أنني كنت محتاطة جداً، ولكن مشيئة الله سبحانه- وعلمت أنه قد تعاطى للمخدرات من جديد- وبدأت المشاكل والأزمات بسبب إصراري لتركه للإدمان وما بين وعوده بأنه سيبتعد عنها، وهكذا توالت الأيام وأنا أحمل همي وحدي ولا أستطيع أن أخبر أهلي مع العلم بأنهم كانوا ممن أجبروني على الزواج، ولم يعد يهتم بي إلا إذا أراد هو أن يقضي حاجته الجنسية وأصبح لا يهتم لا بنظافته ولا ملابسه وكنت أخشاه عندما يتعاطى لأول سيجارة وأصبح كثير الشك وأنا أشهد الله أنني امرأة شريفة، وأصبحت أعيش في رعب وتعاظمت المشكلة عندما يطلب النقود من أمه التي كانت تلبي رغبته وبمجرد ما يخرج ترجع علي وتؤنبني أنا وبنتي وكنت في بعض الأحيان لا أجد ما أسد به رمق ابنتي الرضيعة وتصيح بالبكاء وثديي فارغ وبطني فارغ وكنت لا أملك إلا الدعاء بأن يجعل الله لي مخرج خير، وبعد أربع سنوات فوجئت بأنه سيقدم استقالته من العمل وأنه سينجز مشروعا خاصا به، وإذ به يصرف كل ما كان لديه حتى أصبح على الأرض وأصبح كلامي معه يصد بعرض الحائط عندها أخبرت أهلي بكل شيء، نصحوه وهددوه بدون جدوى وتزايدت خلافاتنا عندها اضطررت للخروج للعمل كي أعيل نفسي وابنتي، غضبت مرارا إلى بيت أهلى مع تهديده بالطلاق فيأتي ليردني ويعطي الوعود على نفسه بأنه سيتوب ولكن هيهات الوعود تذهب مع ماء البحر، بعد 5 سنوات رزقت بطفلة ثانية وأنا الآن في بيت أهلي منذ سنة و 7 أشهر دون أن يعرف بناته لا بكسوة ولا بأكل ولا دواء وأدوات وأصبحت الآن مريضه بمرض الأعصاب ولم أعد أتحمل أية مشكلة, ولقد ذهبت عند مشايخ وسألتهم عن حالي وقد أوصوني أن أفكر فقط بصحتي وببنتي اللتين هما في أمس الحاجة إلي وأن أطلب الطلاق، حاولت جاهدة الصلح معه لكون أبغض الحلال عند الله الطلاق لكنه غير مبال، أعترف بخطئي بأني لم أتشبت برأيي في رفضه عند خطبته لي لأنه عندنا نحن البربر عيب أن تتشبث البنت برأيها، مع العلم أنني ولله الحمد مثقفة وذات مستوى تعليمي بالكالوريا علوم، فما حكمكم على حالي هل أخطأت؟ فهل سيرضى الله عني، فهل أصر على الطلاق؟ أنتظر الرد بفارغ الصبر، وجزاكم الله عني كل خير آمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام حاله كما ذكرت فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه رفعاً للضرر عنك، ويمكنك رفعه للمحكمة من أجل ذلك وإلزامه بما يجب عليه لك ولبنتيه من نفقه وغيرها، كما يمكنك مخالعته برد الصداق أو نحوه إليه ليطلقك.. وأما إن اخترت البقاء معه فتجب عليك طاعته والذهاب إلى بيته ما لم يأذن لك في البقاء عند أهلك إذا كان ينفق عليك لأن بقاءك خارج بيته دون إذنه من النشوز المحرم، والناشز لا نفقة لها ما دامت كذلك.

وعلى كل فالذي نراه وننصحك به هو أن تستخيري الله عز وجل وتستشيري ذوي الرأي من قومك ثم تفعلي ما ترينه صواباً من مفارقة ذلك الرجل أو البقاء معه، وإن كنا نرى أن البقاء مع المتهاون بالصلاة وشارب المسكر ضرره أكبر من ضرر فراقه، هذا مع ما ذكرت من تقصيره فيما يجب عليه من نفقة وغيرها، وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 33363، 99779.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني