الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخريج حديث: (تخولوا لأبنائكم..)

السؤال

هل صحيح أن هناك حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الزواج يقول بما معناه: (تخولوا لأبنائكم..) أي أن ينظر المرء قبل اختياره لمن يريد الزواج بها إلى أخلاق إخوتها؛ لأن الأبناء ربما يشابهون أخوالهم ، وماذا لو كانت الفتاة على خلق ودين ولكن إخوتها ذووا أخلاق سيئة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف فيما اطلعنا عليه من دواوين السنة وكتب العلم على هذا اللفظ وهو شائع على ألسنة العامة، وقد أورد ابن الجوزي في العلل المتناهية حديثا قريبا منه وهو: تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس وقال: إنه روي عن عمر وابن عمر وأنس وعائشة، فأما لفظ حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو: تخيروا لنطفكم وانتخبوا المناكح وعليكم بذوات الأوراك فإنهن أنجب، وأما حديث ابن عمر ففيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي رجلاً فقال له: يا فلان أقل من الدين تعش حراً، وأقل من الذنوب يهن عليك الموت، وانظر في أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس. وبين الإمام ابن الجوزي بعد أن سرد ألفاظ الحديث وطرقه أن الحديث ضعيف لا يحتج به.

لكن ما يفيده من التخير للنطف مشروع بأصل الشرع بل مندوب إليه إذ من حق الأبناء على أبيهم أن يتخير لهم المنبت الحسن، وقد روى ابن ماجة في سننه أنه صلى الله عليه وسلم قال: تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم. وحسنه الألباني.

قال شمس الحق تخيروا لنطفكم: أي من النساء ذوات الدين والصلاح وذوات النسب الشريف،... اهـ

فينبغي للمرء أن يتخير لنطفته ويختار ذات الدين والخلق، فإن كانت من أسرة طيبة صالحة فهذا أكمل وأحسن وإلا فيرجى أن صلاح الزوجة كاف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني