الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من حق زوجي علي أن يجبرني على النوم عند أهله في غيابه

السؤال

هل من حق زوجي علي أن يجبرني على النوم عند أهله في غيابه؟ مع العلم أني أكون في إجازتي السنوية إلى بلدي, حيث إننا نعيش في بلد عربي وأنا أذهب مدة شهر لأزور أبي وأمي فيرغمني على النوم عند أهله نصف مدة الإجازة مع أنه غير موجود؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس له إلزامك بزيارة أهله أو المبيت عندهم؛ لأن ذلك لا يجب عليك، فلا تأثمين على عدم طاعته فيه، فإن طاعة المرأة لزوجها ليست طاعة مطلقة في كل شيء؛ بل هي مقيدة بضوابط الشرع، ومن ذلك أن يكون المأمور به مباحا ولا ضرر فيه على المرأة، وأن يكون مما له علاقة بالنكاح وتوابعه.

قال ابن نجيم: المرأة لا يجب عليها طاعة الزوج في كل ما يأمر به؛ إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه خصوصا إذا كان في أمره إضرارا بها. انتهى.

وعلى العموم، فالذي نراه أنه ينبغي للزوجين التفاهم في مثل هذه الأمور، وتقدير كل منهما شعور الآخر وحاله، فعلى الزوج أن يراعي عدم رغبة زوجته في هذه الزيارات، وبالتالي فلا ينبغي إحراجها بطلب ذلك منها بشكل دائم ومستمر، وعلى الزوجة أيضا أن تتفهم حب زوجها لهذا الأمر فلا تحرجه بالممانعة عند المطالبة بذلك، فيحدث ذلك شقاقا يفسد حبل الود بينها وبينه، وانظري الفتوي رقم: 18814.

فننصحك بإجابته إلى ذلك والمكث عند أهله كما أمرك تحببا إليه وبلوغا لرضاه، ما لم يكن عليك فيه ضرر أو تخشين منه مفسدة، كأن يكون في البيت رجال أجانب عنك كإخوة الزوج، ولا تتمكنين من البقاء في مكان من البيت مستقل عنهم بمرافقه كالمدخل والمخرج والحمام والمطبخ ونحو ذلك، فإن لم يمكن استقلالك بذلك لم يجز لك أن تسكني معهم والحالة هذه، وينبغي أن تعلمي الزوج بالحكم الشرعي بأدب ورفق.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني