الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوفاء بالنذر على الوجه المنذور

السؤال

نذرت أن أخرج مبلغا معينا كل أول شهر عن أحد أبنائي كي يصلح الله من حاله وجاء في لحظتها في خاطري سيدة مسكينة توفي زوجها وقلت خلاص سأعطي لها هذا المبلغ طول حياتي كل شهر - ولقد تحسن حالها الآن ويوجد غيرها الكثير فهل أعطي هذا المبلغ لغيرها ؟ أم أظل على ما أنا عليه وشكرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن نذر طاعة لله تعالى وجب عليه الوفاء بها على الوجه الذي نذره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه. رواه البخاري.

وعليه، فإن كنت قد خصصت هذه المرأة بهذا النذر فيجب صرفه إليها، وكون الباعث لتخصيصك إياها كونها مسكينة، وقد تحسن حالها، فلا عبرة بذلك بل يدفع هذا النذر إليها، إذ لا تأثير للسبب الباعث في أمر النذر إليها وقد نقل فقهاء الحنابلة عن الإمام أحمد ما يدل على هذا، فقد ذكر ابن قدامة في المغني عن الإمام أحمد أنه قال في من قال: لله علي أن لا أصيد في هذا النهر لظلم رآه فتغير حاله، فقال النذر يوفى به. انتهى

فلم يعتبر السبب الباعث على النذر كما هو معتبر في اليمين، لأن النذر إنما يكون في القرب فيجب الوفاء على كل حال وليس كذلك اليمين.

ويمكنك أن تراجع لمزيد الفائدة في هذا إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني