الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير: قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك

السؤال

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ) ما اسم الشخص الذي قال هذا الكلام لسيدنا سليمان ( على نبينا وعليه الصلاة والسلام ) ؟ وما هي صلة القرابة بين هذا الرجل ونبي الله سليمان ؟ وما هي الواسطة التي جاء بها العرش من سبأ في اليمن إلى مكان النبي سليمان في بلاد الشام وكيف انتقل وقطع هذه المسافة الشاسعة ؟ وكم المدة الزمنية التي استغرقت في نقل العرش من اليمن إلى الشام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القرآن الكريم لا يهتم بهذه التفاصيل الجزئية كأسماء الأشخاص وغيرها مما لا تترتب عليه فائدة ولا ينبني عليه حكم.. ولو كانت فيها فائدة لذكرها لنا ؛ فالقصص في القرآن الكريم تأتي للدروس والعظات والعبر.. كما قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ {يوسف:111}

وبالنسبة لسؤالك فإن خلاصة ما ذكره أهل التفسير عما سألت عنه حول الآية الكريمة في اسم الذي أتى بالعرش ؛ فإن أكثر أهل التفسير على أن اسمه آصف بن برخيا وكان صديقا صالحا، وكان قريبا لسليمان؛ قيل إنه ابن خالته، وقيل إنه سليمان نفسه ، وهو الذي رد على العفريت قائلا : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ {النمل:40}

وأما الوسيلة التي اتخذها للإتيان بالعرش ؛ فهي دعاء الله تعالى باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، وقد قَطع المسافة المذكورة بقدرة الله تعالى التي لا يعجزها شيء في المدة الزمنية التي أشارت إليها الآية المذكورة بارتداد طرف العين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني