الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يهين زوجته دوما ويتحدث دائما عن النساء.. داء ودواء

السؤال

أنا متزوجة منذ 4 سنوات عن حب تحديت كل العالم من أجله رغم الظروف التي كان يمر بها ساعدته بكل شيء حتى تزوجنا وما زلت أساعده لغاية اليوم (أعمل )، لم نرزق بعد بأولاد حياتنا كلها مشاكل ليس السبب الخلفة، على أمور كثيرة.
طبعه صعب جداً و عصبي أي شيء يغضبه حتى أبسط الأشياء ( طبعه مختلف جداً عن طبعي لم أكتشفه إلا بعد الزواج ) أنا هادئة لأقصى حدا وبعد ذلك عصبية جداً - لست متطلبة أرضى بالقليل - دمعتي رقيقة جداً وحنونة جداً.
عند أي مشكلة يهينني بكلامه القاسي ويستفزني لدرجة أصبحت أرد عليه الجواب بمثل ما يقول ( هذا ليس طبعي وليست تربيتي) أحاسب نفسي على ما أقوله وأحس بالندم كثيراُ ولكن هو من أجبرني على ذلك ، من المشاكل التي نواجهها :
إذا أخطأ هو لا يعترف بخطئه ويقول لي بأنني أنا المخطئة ،
أنا عندي مشكلة النسيان كمثل أي إنسان ولكن بعد زواجي أصبحت أكثر عرضت نفسي على طبيب وقال لي السبب هو الكآبة والضغط النفسي والمشاكل يؤثران كثيراً علي في بعض الأوقات أنسى الغرض أين وضعته وهنا تبدأ المشكلة أنت غير منظمة لا تعرفين أين تضعين الأغراض هذا إهمال ...الخ .
دائما يحاول أن يظهر بأنه هو يعرف كل شيء وأنا لا أفهم شيئا ..
يتدخل بكل شيء حتى في أمور المنزل .
يتدخل بيني وبين أصدقائي ينتظر أي سبب ويبدأ بتحريضي .
يجب أن يعرف كل الأمور مع من تكلمت وماذا قالوا لي ( أهلي أصدقائي أصحاب العمل ...) حتى ولو كان ليس له دخل في الموضوع هل هذا يجوز له من الناحية الشرعية لأنه زوجي ؟
يحب مشاهدة الصور والأفلام القبيحة وهذه أكبر المشاكل لدينا في البداية ولكن الآن تعبت ولم أعد أقول له شيئا عن ذلك .
يحب دائما التكلم عن النساء ( عند مشاهدة التلفزيون أو في الطريق ) هذه كيف شكلها هذه كيف لباسها أنا بحب هذا الجسم وأكره هذا الجسم هذه كلها توترني كثيراً لأنني عندما أتكلم معه يتعلم معي بهذه المواضيع وقليل جداً بمواضيع حياتنا اليومية .
دائماً يحاول أن يصغرني ويقول لي بأنني لا أعرف شيئا حتى أمام أصحابي أو أهلي على كلمة أنه أنا ما عندي ذكاء بعكس الرأي الآخر لي (الأهل والأصدقاء حتى مدرائي الذين عملت معهم وما زلت اعمل معهم )
هذه المشاكل تؤثر كثيراً علي وعلى عملي أصحبت أشك في نفسي؟
أصبحت أحاول الابتعاد عنه قدر الإمكان لكي أتجنب المشاكل .
أصبحت أتهرب منه في العلاقة الزوجية (لأنه قتل إحساس الحب اتجاهه بإهاناته لي )
ماذا افعل حاولت كثيرا أن أنفصل عنه ولكن لم أستطع اتخاذ مثل هذا القرار ربما الخوف من المجهول أو لأنني ما زلت أحبه؟
أريد الحل أرجوكم إنني ضائعة ... ومتعبة كثيراً.
أرجو الرد على هذه المشكلة ولو بالقليل .
وحزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يرزقكما من الذرية الصالحة ما تقر به عيونكم، وأن يصرف عنكم كيد الشيطان ونزغاته.

والظاهر من حديثك - أيتها السائلة- أن جملة شكايتك من زوجك تنحصر في أمرين، تفريطه في حقوقك عليه، وتفريطه في حقوق الله، وانتهاكه لحرماته.

فأما ما كان من تقصير في حقوقك وتعمد لإيذائك وإهانتك وإلحاق الضرر بك، فهو نوع من البلاء، وينبغي الصبر عليه، واذكري أن الله سبحانه قد أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة: 155-157}. ويقول: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}.

ولعل صبرك هذا على زوجك يكون سببا في تكفير سيئاتك وغفران خطيئاتك ونجاتك من عذاب الله سبحانه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه. متفق عليه.

وحاولي مع ذلك أن تنصحي له وأن تذكريه بحقك عليه في المعاشرة بالمعروف، والمصاحبة بالبر والإحسان، وحاولي أن تتغاضي – ما استطعت – عن هفواته وإساءاته محتسبة ذلك عند الله سبحانه، واحذري من أن تردي عليه الإساءة بمثلها، أو تتهربي - كما تقولين - من حقه في الفراش، فإن حق الزوج عظيم، وتقصير الزوج في حق زوجته وعدوانه على حقها لا يبرر إساءة الزوجة له، ولا عدوانها على حقه إذ الكل مسئول أمام الله سبحانه عن عمله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين وغيرهما: إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع. وقال أيضا: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت على ظهر قتب. أخرجه البزار وصححه الألباني. فعليك أن تؤدي ما عليك من حقوق تجاهه وأن تحتسبي عند الله ما لك من حقوق عليه.

وأما ما يكون منه من ذنوب ومعاصي وتضييع لحقوق الله كالتي ذكرتها من مشاهدة للصور القبيحة والأفلام الخليعة وحديث دائم عن النساء وعوراتهن، فيجب عليك أن تذكريه بحدود الله سبحانه وحرماته، وأن تخوفيه من بطشه وعقابه، ثم عليك مع ذلك أن تحسني التزين والتبعل له لعل ذلك يكون صارفا له عما يفعله.

فإن بذلت الجهد واستنفذت المحاولات ولم ينته عن تجاوزاته، ولم تطيقي الصبر ؛ عند ذلك يجوز لك أن تطلبي منه الطلاق، فإن رفض فيمكنك أن ترفعي أمرك إلى المحكمة الشرعية ليتولى القاضي أمر التطليق.

وللفائدة تراجع الفتويين رقم: 72208، 57304.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني