الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمساك الزوج بيد زوجته أمام الناس

السؤال

ما حكم الإمساك في الزوج عند الخروج أي في الشارع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نعلم مانعا شرعيا يمنع المرأة من أن تمسك بزوجها وهي تسير معه في الشارع، ولكنا نقول ينبغي أن يراعى العرف في ذلك، فلو كان الشخص في بيئة اعتاد أهلها على أن مثل هذا التصرف غير لائق فينبغي على الزوجين مراعاة ذلك، وترك هذا التصرف لئلا يجعلا على عرضهما سبيلا، ويعرضا أنفسهما لهمز الناس ولمزهم وقيلهم وقالهم، فالمسلم حريص كل الحرص على صيانة عرضه.

والشرع قد اعتبر في الجملة أعراف الناس وعاداتهم كما جاء أيضا بسد الذرائع واعتبار المآلات.

فلو افترضنا وجود الزوجين في بيئة تسمح بذلك فإنه ينبغي أن يكون الأمر في حد المعروف، ولا يتجاوز ذلك إلى دلال أو مداعبة بينهما؛ لأن هذا غير لائق ويفتح أبواب الفتن والشرور على الناس مع منافاته للآداب العامة التي جاءت الشريعة بمراعاتها والحفاظ عليها.

وكذلك ينبغي أن يكون الناس في هذا المكان يعرفون الشخص ويعرفون أمر زواجه، أو على الأقل يكون الشخص في مأمن من تعريض نفسه للظن السيء به، فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان مع صفية رضي الله عنها فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما إنها صفية بنت حيي، فقالا سبحان الله يا رسول الله قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإن خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا.

فقد خشي الرسول صلى الله عليه وسلم جهل الرجلين بأن تلك التي كانت معه هي صفية رضي الله عنها أن يحملهما على ظن السوء عياذا بالله، وكانت المبادرة منه في دفع ذلك، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم فلا يضع نفسه في مواضع التهم والشبهات.

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 35025.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني