الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النذر بلفظ الكناية ينعقد مع النية

السؤال

أنا قلت أنا إذا أخذت رخصة سياقة أريد أن أحفظ سورة الكهف، لكن يا شيخنا السورة طويلة وصعبة وتريد وقتا, وأنا بفترة امتحانات وأريد أن أعرف ماذا أفعل، وهل يوجد حل ثان أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقول الشخص: إنه ينوي أن يحفظ سورة كذا إذا أخذ الرخصة هذا لا يعتبر نذراً -إلا إذا نوى به النذر- لأن النذر له أركان لا ينعقد بدونها، ومن أركانه الصيغة، والصيغة لا تصح إلا بألفاظها، مثل قولك: علي نذر كذا، أو لله على أن أفعل كذا، أو إن حدث لي كذا فعلى عبادة كذا، وأما مجرد قولك: لو حدث ما أريد أفعل كذا بدون قصد النذر، فليس من صيغ النذر ولا يلزمك بذلك شيء، ولكن إن نويت بذلك القول النذر فيلزمك الوفاء به، لأن النذر ينعقد بصيغة الكناية، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 43335، والفتوى رقم: 102449.

وفي هذه الحال يلزمك الوفاء بنذرك فتحفظ سورة الكهف، ولا يلزمك حفظها في يوم واحد، ولك أن تحفظها على أيام، وليست سورة الكهف صعبة، وقد قال الله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ {القمر:17}، قال ابن كثير: أي سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراده...

وقال القرطبي: ... أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه، فهل من طالب لحفظه فيعان عليه... انتهى. وإذا تعذر عليك حفظها ويئست من ذلك فإنه حينئذ تلزمك كفارة يمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني