الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوج بامرأة أوروبية وهي على ذمة زوجها

السؤال

إنني في حيرة من أمري كيف لا وأنا متزوج بامرأة أوروبية تفوقني سنا وأهلي لا يدرون شيئا وربما هي حامل، أيضا سوف أختصر رسالتي:
أنا شاب في 26 سنة أكملت دراستي العام الماضي, وبدأت العمل وكنت جيدا في عملي إلا أنني لم أستمر لأسباب يعرفها كل شاب عربي، سئمت الحياة اليومية فراغ عدم الاكتراث بي منذ صغري وأنا أسمع ما يضيقني و يحسسني بعدم الفائدة،
تعرفت على امرأة أوروبية عاشت هي أيضا تعاسة في حياتها الزوجية تعلقنا ببعضنا والتقينا فكان الزنا ندمت وفكرت بالزواج بها ولأن أمي ترفض بتاتا فأبقيت الزواج سرا كان زواجي بصديق لي سبق له وأن عقد وله دراية بأمور الدين وشاهدين ومهر واعتنقت زوجتي الإسلام وأصبحت أحسن تدينا مني وخضنا صراعا مريرا مع زوجها الأول الذي لم يرد تطليقها، الآن قد خلا عام علينا نلتقي كل شهرين ولكني تعبت من هذه الحال خاصة أني أظن أنها حامل، أرى نفسي الآن متزوجا بدون علم أهلي, وربما سأصبح أبا وبدون علم أهلي، أعيش في ضياع أردت أن أنهي علاقتي بها فحطمتها وبدأت في التفكير بالانتحار فلم أرد أن أحطم امرأة جعلتها تعيش في الخيال وقالت لي: لن أستطيع أن أسامحك, فها أنا الآن معها وأكمل في خطئي أوهمها أني أريدها و لكن في الحقيقة أريد غير ذلك.
أنا فقير المعرفة بهذه الدنيا و معدوم الخبرة لا أدري ما أصنع أريد أمي وأبي وأن أسعدهما وأن أكون عبدا محبا لله, وفي المقابل لا أريد تحطيم امرأة ولكن أراني ارتكبت خطأ سوف يهدر حياتي كلها، ما العمل أحس وكأني في سجن لا خلاص منه، هل أنهي علاقتي بها ولا أهتم لتأنيب الضمير ولو كانت حاملا تجهض هذا ما أفكر به و لكن أراني خسيسا بتفكيري هذا فلطالما أوهمتها أني أنا الخلاص وكنت صادقا, و لكن الآن تغيرت الأحوال. أرجو منكم النصح و الرشد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك هو المسارعة بالتوبة النصوح لما وقعت فيه من خطيئة مع تلك المرأة والكف عنها لبطلان عقد النكاح بينكما لكون العقد حصل وهي في عصمة زوجها الأول، وأضف إلى ذلك أنه نكاح بلا ولي.

لكن إن كان هنالك حمل فإنه لا يجوز إجهاضه ولا ينسب إليك إن كنت عالما بحرمة وفساد ما أقدمت عليه، وأما إن كنت تعتقد صحته لمسوغ تعذر به بأن كنت قريب عهد بالإسلام أو نشأت بعيدا عن العلماء ونحو ذلك فهذه شبهة كما يدل عليه كلام الشربيني في مغني المحتاج، وفي إلحاق الحمل بك أو بالزوج الأول تفصيل انظر بيانه في الفتوتين: 111077، 81066 .

قال الشربيني في مغني المحتاج ممزوجا بنص المنهاج ما مقتضاه أن الزوج الثاني الواطئ للمعتدة يعذر بجهله إذا ظن انقضاء العدة أو أن المعتدة لا يحرم نكاحها بأن كان قريب العهد بالإسلام أو نشأ بعيدا عن العلماء. والمعتدة كالمتزوجة فبين لها ذلك عن طريق محارمك من النساء إن وجدن، وأنه يحرم عليكما البقاء معا لفساد عقد النكاح، وينبغي أن تدلها بواسطة النساء على صحبة صالحة تعينها على الطاعة وتبعدها عن المعصية لئلا ترتد عن دين الإسلام، كما ينبغي أن ترشدها إلى من يعلمها أحكام دينها.

وجدد صلتك بأبويك وتقرب إليهما بما يرضي الله عز وجل من البر والإحسان، وأقبل على الله بالطاعات والبعد عن المعاصي والسيئات تسعد وتعيش حياة طيبة مطمئنة كما قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:97}

وللفائدة انظر الفتوى رقم: 7819 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني