الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشرك الأصغر.. تعريفه.. طرق الوقاية منه.. ومصير صاحبه

السؤال

إخواني في الشبكة الإسلامية جميعاً، جزاكم الله عنا كل الخير لجهدكم القيم والمتواصل... وسؤالي هو كيف يمكن أن يأمن الإنسان منا أن يلقى الله تبارك وتعالى وليس في قلبه مثقال ذرة من كبر أو شرك، هل يمكن أن يكون الواحد منا في قلبة مثل هذه الذرة وهو لا يشعر، وهل هذه الذرة من الكبر أو الشرك توجب الخلود في جهنم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بأنه: بطر الحق وغمط الناس. قال العلماء معناه: رد الحق واحتقار الناس... ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس.

وأما الشرك الذي كان يخشاه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة فهو الرياء، ففي مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء.. وعن أبي موسى قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد والطبراني وغيرهما.

وبإمكان المسلم التخلص من هذين المرضين بمعرفتهما وإدراك خطرهما ومجاهدة النفس على التخلي منهما وقبول الحق والتواضع واحترام الناس... والإكثار من الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوه ليتقوا هذا النوع من الشرك، وأن يستشعر خطره مهما صغر، وأنه يحبط العمل الذي يخالطه أو ينقص ثوابه، وأن يتذكر المصاب بهذا المرض أن الناس لو اطلعوا على أنه أراد بعمله مدحهم وثناءهم لمقتوه... ومن الممكن أن يكون في قلب المسلم شيء من الكبر أو الرياء الذي هو نوع من الشرك وأخفى في القلب من دبيب النمل، كما أشار لذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المذكورة منبها على خطورتهما والعلاج لهما، والخلود في جهنم إنما يكون لمن أشرك بالله تعالى شركاً أكبر مخرجاً من الملة، وأصحاب الكبائر من الكبر والشرك الأصغر هم من المسلمين، وإذا لم يتوبوا منها أو يغفر الله لهم فإنهم سيعذبون ما شاء الله ثم في النهاية يدخلون الجنة، قال الإمام الترمذي تعليقاً على الحديث المذكور: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.. ثم قال: وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث: لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان إنما معناه لا يخلد في النار. ولك أن تراجع في شرح هذا الحديث الفتوى رقم: 31591، وستجد فيها أنه لا مانع من أن يدخل الجنة من كان من أهل الكبر، هذا ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 54008، والفتوى رقم: 98518 للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني