الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل قراءة سورة طه بعد صلاة الصبح تكفي لرزق اليوم وسورة الذاريات إذا قرئت كل يوم تنفع للرزق، أرجو أن تعطيني أيضا بعض الفوائد للرزق....وهل سورة الاسراء اذا كتبت بالزعفران ثم محيت بالماء وشرب ماؤها تنفع للولد الذي يتعذر عليه الكلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكلُ ما ذكرته بخصوصِ سورة طه والذاريات والإسراء مما لا أصل له، ولا يثبتُ شيء منه عن النبي صلي الله عليه وسلم.

وأما عن سبيل سعة الرزق فقد بينه الله عز وجل بما يكفي ويشفي ويغني عن قول كل قائل، فقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. {الطلاق 3,2 }.

فعليكِ بتقوى الله في السر والعلن فإنها سبب الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وربما حرم الإنسان رزقا بسبب ذنوبه كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ففي سنن ابن ماجه وحسنه الألباني قال صلى الله عليه وسلم: وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.

وعليك يا أختي أن تكوني بما في يدِ الله أوثق منك بما في يدك، وأن تتوكلي عليه وأن تعلمَي أن رزقكَ لن يأخذه غيرُك وأن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

ومن أسباب زيادة الرزق الصلاة قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى. {طه:132 }.

ومنها الاستغفار كما قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا.{نوح:12،11،10}.

ومنها صلة الرحم فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه. متفق عليه من حديثِ أنسٍ رضي الله عنه.

ومنها كثرة الصدقة فقد قال تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ { سبأ: 39 }.

وقال صلى الله عليه وسلم: ما نقص مالٌ من صدقة. رواه مسلم.

ومنها الإكثارُ من الحجِ والعمرة والمتابعةُ بينهما فقد قال صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة. رواه الترمذي وقال حسن صحيحٌ غريب.

ومن أهمها الدعاء فإنه يجمعُ للعبدِ خير الدنيا والآخرة، وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يسأل الله الرزق الطيب فعن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح قال: اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. حسنه الحافظ في نتائج الأفكار .

وبالجملة فالطاعات كلها سببٌ لزيادة الأرزاق والبركة فيها ، نسأل الله أن يرزقنا وإياكَ علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلا...

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني