الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات أصحاب السوء، وحكم مصاحبتهم

السؤال

ما هي صفات أصحاب السوء، وما حكم مصاحبتهم، وهل هناك ذنب عند ترك من نعتقد أنهم أصحاب سوء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فرفقاء السوء درجات بعضهم أسوأ من بعض، وصفات رفقاء السوء كثيرة يجمعها كلها البعد عن الله تعالى واتباع سبيل الشيطان، فمن صفاتهم التفريط في الواجبات كالصلوات، وتضييع الأوقات في المحرمات من الغيبة والنميمة وتتبع العورات، ومن صفاتهم أيضاً الوقيعة في أهل العلم والفضل وعباد الله الصالحين وتنقصهم والسخرية منهم وغير ذلك من الصفات التي لا تخفى على من نور الله بصيرته وسلمت فطرته، وقد دلت الأدلة الشرعية على مجانبة رفقاء السوء وخطورة صحبتهم، كقوله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا {الفرقان:29}.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وأبو داود والترمذي. فصحبة رفقاء السوء سم زعاف قاتل، وليس على الإنسان ذنب في ترك رفقة السوء بل يؤجر على ذلك إن شاء الله تعالى، وصدق من قال:

تجنب قرين السوء واصرم حباله * فإن لم تجد منه محيصاً فداره.

ولازم حبيب الصدق واترك مراءه * تنل منه صفو الود ما لم تماره.

وقال الآخر:

وصاحب أولي التقوى تنل من تقاهم * ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني