الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يفسد الصوم بالنظر إلى الصور المحرمة

السؤال

ما حكم شخص هو محبوس في البيت ولا يستطيع الخروج وهو عنده حاسب آلي؟ وهو يصوم رمضان لكن في نهار صيامه من شدة الطفش يضطر إلى الدخول على الانترنت، وهو على الانترنت يحرص على أن ألاينظر إلى صور محرمة فعندما يدخل على بعض المواقع يفاجئ بصور نساء في واجهة المواقع فيصرف بصره ويتحسر السؤال؟ هل هو أفسد صومه أو جرحه؟ مع العلم أن هذا الشخص هو في الأساس يكره النظر إلى مثل هذه الصور يعني تأتيه بغير قصد، ويتمركز السؤال في عدة فقرات: هل فسد صومه عند رؤية تلك الصور المحرمة بغير قصد أو جرحه، كيف يفعل إذا جرح صومه أي كيف يجبره، وهل يقبل الصوم المجروح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يفسد الصوم بالنظر إلى المحرم، ولا ينقص أجر الصيام بنظرة الفجاءة إذا صرف الناظر بصره، ولا يأثم بتلك النظرة لما رواه مسلم وأبو داود عن جرير قال سألت رسول الله صلى عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال اصرف بصرك. وكذا لما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: يا علي لا تتبع النظرة، فإنها لك الأولى وليست لك الآخرة.

والمعنى لا تكتب عليك النظرة الأولى إذا كانت من غير قصد، وتكتب عليك النظرة الآخرة لأنها باختيارك فتكون عليك. واعلم أن المعاصي وإن كانت لا تفسد الصيام إلا أنها قد تنقص أجره بل قد تمحو أجر الصيام بالكلية وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس من قيامه إلا السهر. رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له.

فينبغي للصائم أن يحفظ صيامه من النظر إلى المحرمات ومن المعاصي عموما فإنها شر وبلاء.

وعليك أخي أن تستغل نعمة الفراغ فيما ينفع من أمر الدين والدنيا وحتى لا تغبن فيها، وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. أخرجه البخاري وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني