الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الرجس والرجز

السؤال

ما الفرق بين رجس ورجز؟ وجدت في موقع أن الرجز والرجس معنى واحد، الفتوى: فالرجس بالسين والزاي قيل إن معناهما واحد وهو العذاب، وقيل الرجز بالزاي العذاب، وبالسين كل قذر، قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: رجزا قراءة الجماعة رجزا بكسر الراء، وابن محيصن بضم الراء. والرجز: العذاب بالزاي، وبالسين: النتن والقذر، ومنه قوله تعالى: فزادتهم رجساً إلى رجسهم أي نتناً إلى نتنهم، قال الكسائي. وقال الفراء: الرجز هو الرجس. قال أبو عبيد: كما يقال السدغ والزدغ، وكذا رجس ورجز بمعنى. انتهى والمحاضرة الأولى مادة الفقه 101 موضوع فضل التفقه في الدين، باب في أحكام الطهارة سمعت أن الرجز هو النجس هل المعنى أن الكلمة الرجس و الرجز حكم آخر أو ينتمي حكمه أقصد يشبه النجس ؟ أرجوا الإجابة عن هذا السؤال لأستاذ المادة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف في الرجز والرجس هل هما كلمة واحدة أبدلت سينها زايا كما يحصل أحيانا في تبادل أحرف الصفير مثل الأسد والأزد ومثل الصراط والسراط والزراط، أو أنهما كلمتان معناهما واحد وهو القذر كما جزم به صاحب مختار الصحاح، أو يختلف معناهما فيراد بالرجز العذاب وقد يراد به القذر، قال الكسائي الرجز العذاب والنجاسة والمعصية، وحمل على هذا المعنى قوله تعالى: وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ. {الأنفال:11}.

ومن إطلاق الرجز على العذاب قوله تعالى: لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائيل {الأعراف:134}.

وقوله تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ {الأعراف:162}.

وقوله تعالى: هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ {الجاثية:11}.

ومن إطلاق الرجس على النجس والقذر ما في الحديث: نهى أن يستنجى بروثة. وقال: إنها رجس. أي مستقذرة.

وقوله تعالى: فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ {الأنعام:145}.

كذا قال ابن الأثير في النهاية وابن منظور في اللسان والبيضاوي في التفسير والشوكاني في فتح القدير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني