الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إنكار بشرية النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال

إحدى الفرق التي ظهرت في مصر حديثًا، وتسمي نفسها بالأشراف المهدية، وهم يبالغون في محبة الرسول عليه الصلاة والسلام خاصة، وأولياء الله عامة، يقوم أتباع هذه الطائفة بإقامة الحضرات والاحتفال بموالد أولياء الله رجالاً ونساء معاً، وينكرون بشرية النبي صلى الله عليه وسلم، ويجعلونه نوراً من نور الله.
فنرجو منكم إيضاح الأمر الفقهي والشرعي فيهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الغلو في حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الأولياء حتى يجاوز بهم قدرهم البشري أمر محرم شرعاً، وفي الحديث: إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ. رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني.

والغلو في الصالحين هو المرض الذي أصيب به قوم نوح ومن نهج منهجهم فغلوا في الصالحين ثم عبدوهم، وأما إنكار بشرية النبي صلى الله عليه وسلم فهو يناقض نصوص الوحي الدالة على بشريته، فقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ {الكهف:110}، وقال تعالى: قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً {الإسراء:93}، وفي حديث الصحيحين: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون. فتكذيب نصوص القرآن كفر، ولكن لا يكفر المعين حتى تقام عليه الحجة.

وأما الاحتفال بالموالد فهو بدعة محدثة أحدثها العبيديون ولم تكن معروفة عند الصحابة الذين هم أشد الناس حباً للرسول صلى الله عليه وسلم وأشدهم اتباعاً لسنته وتفانياً في نصره وتقديره، وراجع الفتاوى التالية للاطلاع على المزيد فيما ذكرنا، وفي مسألة النور: 8762، 48692، 33989، 26789.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني