الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في أمثال هذه المؤسسات

السؤال

أنا شاب متدين ملتزم، أعمل في المكتب الوطني لحقوق المؤلفين تابع لوزارة الإعلام والاتصال الذي أحدث بظهير شريف موقع من طرف جلالة الملك حيث يعتبر الجهاز الوحيد الذي له الحق في استخلاص حقوق المؤلفين و الدفاع عنهم و كذلك محاربة التقليد والقرصنة على مجموع تراب الوطن و يمثل الدولة في المنظمات الدولية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة حيث يتم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الدولية في مجال الملكية الفكرية، ويتنوع التأليف من برامج تلفزيونية وإذاعية وكذلك الأغاني والموسيقى من تلحين وكلمات وتوزيع، وسيناريوهات لأفلام و مسلسلات سواء التي تعرض في التلفزة أو الإذاعة أو قاعات السينما أو المؤسسات التجارية هذا المكتب له استقلالية مالية وميزانيته مصدرها الاستخلاصات التي يقوم بها من خلال المؤسسات العمومية والمؤسسات الخاصة، أما المؤسسات العمومية فتتمثل في القنوات التلفزية والإذاعية التابعة للدولة والمؤسسات الخاصة كالفنادق والملاهي والمقاهي والمطاعم والمراكز الثقافية التي يستعمل فيها مصنفات المؤلفين من أغاني و موسيقى و مسرحيات (بالإضافة إلى شركات الإنتاج الفنية السمعية البصرية ) حيث تخصص مبالغ هامة لحقوق التأليف وفق نسبة مئوية معينة لكل إنتاج أو نشاط والمكتب الوطني يقوم باستخلاصها حيث بدوره يقوم بتوزيع هذه المبالغ على المؤلفين كحق لهم نتيجة استغلال هذه المؤسسات لمؤلفاتهم...وتعتبر الأغاني و الموسيقى هي أكثر المؤلفات استخلاصا، الميزانية تتكون من الاستخلاصات هذه الأخيرة يؤخذ منها نسبة مئوية معينة التي من خلالها يتم تسيير المكتب ( الأجور والمصاريف ......) هذه الميزانية تراقب من طرف وزارة الإعلام والاتصال ووزارة المالية.
السؤال: هو هل يجوز العمل في هذا المكتب شرعا ؟ العمل فيه حرام أ حلال .
جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك العمل في هذا المكتب لأن في العمل فيه تعاون على الإثم والعدوان وإعانة على المنكرات، فإن الموسيقى محرمة، والغالب أن الأغاني والمسلسلات والأفلام والمسرحيات لا تخلو من المحرمات، فلا يجوز الإعانة على هذه الأعمال ولا التعاون مع أصحابها؛ لقول الله جل وعلا: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ {المائدة:2} فالواجب عليك ترك العمل في هذا المكتب، وننصحك بالبحث والتحري عن عمل حلال، نسأل الله عز وجل لنا ولك التوفيق.

ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها : 44218، 46392، 38572، 54504، 56065، 66001، 68800، 105276.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني