الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمتاع بذات المحرم وإنزال المني في نهار رمضان

السؤال

ما كفارة من استمنى ( أخرج المني ) دون الزنا على فتاة تعتبر من المحرمات بالنسبة له في أحد أيام شهر رمضان المبارك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من فعلَ هذا فقد ارتكبَ إثماً عظيماً، وذنباً جسيماً، وعرض نفسه لمقت الله وسخطه، وعقوبته العاجلة والآجلة، إن لم يتدارك نفسه بالتوبة النصوح، فالواجبُ عليه أن يبادرَ بالتوبة والندم على ما فرط منه فقد تعمد إفساد صومه، وزاد على ذلك أنه استمتع بمن لا يحلُ له أن يستمتع بها، والواجبُ عليه قضاء ذلك اليوم الذي أفسده، فإن إخراج المني بالمباشرة ونحوها من المفطّرات.

قال ابن قدامة في المغني: وَلَوْ اسْتَمْنَى بِيَدِهِ فَقَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، وَلا يَفْسُدُ صَوْمُهُ بِهِ إلا أَنْ يُنْزِلَ، فَإِنْ أَنْزَلَ فَسَدَ صَوْمُهُ . انتهى.

وقال :إذَا قَبَّلَ فَأَمْنَى فَيُفْطِرَ بِغَيْرِ خِلافٍ نَعْلَمُهُ. انتهى.

وأما استمتاعه بهذه الفتاة ومباشرته لها فهو إثمٌ عظيم يستوجب التوبة النصوح، وفي هذا الاستمتاع المحرم من فساد القلب ما يكفي عقوبةً زاجرةً لفاعله عن معاودته، وهو من زنى الجوارح فالجوارح تزني كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، فنعوذُ بالله من زنا الجوارح الذي هو رائدٌ لزنا الفرج.

ويزدادُ الأمرُ قبحاً والإثمُ شناعة إذا كانت هذه التي استمتع بها من محارمه كأخته أو بنته وقد بينا خطر ذلك ومغبته في الفتوى رقم: 24441.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني