الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الولاء والبراء.. معناهما.. ومظاهرهما

السؤال

أرجو شرح وتفسير معنى الولاء والبراء عند أهل السلف الصالح ما هي وكيف نحققها؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالولاء والبراء من آكد أصول الدين، ومعناه موالاة المسلم إخوته المسلمين ومحبتهم ومحبة الدين، وبغضه للكفار والبراءة منهم ومن أعمالهم ومعبوداتهم وعاداتهم، وحب المؤمن العاصي بقدر طاعته، وبغضه بقدر عصيانه، وقد سبق تفصيل هذا المعنى، وذكر أدلته في الفتوى رقم: 32852 فراجعها.

وأما عن كيفية تحقيق الولاء والبراء، فقد ذكر الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في كتابه الولاء والبراء في الإسلام أموراً كثيرة، فقال حفظه الله: وللولاء والبراء مظاهر تدلُ عليهما:

أولاً: من مظاهر موالاة الكفار: التشبه بهم في الملبس والكلام وغيرهما... إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم.. الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين.. مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها... التسمي بأسمائهم.. الاستغفار لهم والترحم عليهم.

ثانياً: من مظاهر موالاة المؤمنين: مناصرة المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال واللسان فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم.. التألم لألمهم والسرور بسرورهم... النصح لهم ومحبة الخير لهم وعدم غشهم وخديعتهم.. احترامهم وتوقيرهم وعدم تنقصهم وعيبهم... أن يكون معهم في حال العسر واليسر والشدة والرخاء، زيارتهم ومحبة الالتقاء بهم والاجتماع معهم.. احترام حقوقهم الرفق بضعافهم.. الدعاء لهم والاستغفار لهم.. انتهى باختصار.

فراجعه مع أدلته بالتفصيل فهو مفيد في بابه، ومن الكتب التي تناولت موضوع الولاء والبراء كتاب (الولاء والبراء في الإسلام) لمحمد سعيد القحطاني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني