الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل الوقاية من الانتحار

السؤال

نص الرسالة: أريد الانتحار لكني خائفة من عذاب الله، أريد مساعدتكم أرجوكم ساعدوني....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك أولا على ثقتك في موقعنا وحسن ظنك بإخوانك في هذا الموقع، ونحسب أنك تحسنين الظن بهم وترجين منهم النصح والتوجيه، ونرجو أن يجد توجيهنا لك استجابة وموقعا حسنا من نفسك.

ونسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على خوفك منه، وأن ينمي هذا الخوف في قلبك وأن يعينك به على اجتناب ما يسخط الله ويغضبه، ومن ذلك أمر هذا الانتحار، والذي هو داء ووبال وطريق إلى العذاب الأليم وشقاء الدنيا والآخرة، فقد قال الله تعالى : وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا { النساء 29}، وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. فهل هذا العذاب الأليم سبيل للهروب من مشاكل الحياة أم زيادة وتعقيد للمشكلة.

واعلمي أنك على خير ما دمت لا تستجيبين لمثل هذه الأفكار، فعليك بالاستمرار في مدافعتها وإغاظة الشيطان بذلك، وعليك بكثرة الدعاء وصدق الالتجاء إلى الله ودعائه أن يعصمك من الشيطان ووساوسه وأن ييسر لك كل عسير، ولا تأسي على شيء فاتك من أمر الدنيا وحطامها فهي مصيرها كلها إلى زوال، ولا تيأسي من خير ترجين الحصول عليه فسيأتيك ما قدر الله لك عاجلا أم آجلا، فالإيمان بالقضاء والقدر نظام هذا الدين وفيه راحة للنفس وتسلية لها، ولعلك تحفظين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد . متفق عليه.

وننصحك أيضا بالحرص على شغل وقتك بما ينفعك في أمر دينك ودنياك ومصاحبة أخواتك الخيرات الصالحات، ولا بأس بأن تبوحي بشيء مما تعانين لمن ترجين أن تعينك منهن في حل أي مشكلة قد تطرأ عليك. وراجعي الفتوى رقم: 10397.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني