الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدخل الأم في الامور الزوجية لولدها

السؤال

أود أن أطرح عليكم استفسارا بخصوص بر الوالدين وخاصة الأم، حاولت قراءة الفتاوى الموجودة لكن لم أعلم جوابا لسؤالي حول حقوق الأم على ابنها المتزوج وإذا كانت تريد التدخل بأقل تفاصيل حياته حتى بيته هل هذا من حقها؟، وهل الزوجة ليس لها أي استقلالية في بيتها، الأم تستطيع التدخل بما شاءت وكل ما عند ابنها تعتبره من حقها بحكم قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت ومالك لأبيك، فعن طريق هذا الحديث هي تعتبر حتى الزوجية يحق لها أن تتدخل فيها مع العلم أن الابن عمل جاهدا لإرضاء الأم وحتى زوجته كانت تعينه على ذلك لكن كثرة التدخلات بشؤونها جعلتها غير قادرة على التحمل أكثر فلأي حد تستطيع أن تتدخل الأم بالأمور التي تخص الزوجة أو أمور بيت ابنها وهل يعتبر من العقوق عدم الرد على الأم في الأمور التي تخص الزوجة والتي لا تؤثر على الأم سوى أن كلمتها لم تنفذ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن بر الأم من أوجب الواجبات ومن أعظم القربات إلى الله، قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان:14}.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. رواه البخاري ومسلم.

ومن حسن عشرة المرأة لزوجها إعانته على بر والديه وصلة رحمه، كما أن من حسن عشرة الزوج لزوجته أن يوفر لها حياة مستقلة لا يقع عليها ضرر فيها، ولا يحق للأم ولا غيرها أن يتدخل في حياة الزوجين إلا بنصيحة أو مشورة، وليست الزوجة مالا للزوج حتى يجوز للأم أن تتصرف فيه، وإنما الزوجة مأمورة بطاعة زوجها في المعروف وليست ملزمة بطاعة أمه أو خدمتها إلا أن يكون ذلك من إحسان الزوجة وكرم خلقها، فالذي نوصي به أن تجتهد في بر أمك والإحسان إليها دون أن تظلم زوجتك أو توقع عليها ضررا أو تكلفها بما لا يجب عليها، ويتأتى ذلك بأن تتعامل معها بالحكمة والمداراة وطيب الكلام مع الاستعانة بالله ودعائه، وأما عن سؤالك عن عدم ردك على أمك في الأمور التي تخص الزوجة، فإنه يمكنك التخلص من ذلك بالتورية في الكلام، ولكن لا يجوز لك أن تترك الرد على كلامها أو تكلمها بأسلوب غير لائق فإن عقوق الأم من أكبر الكبائر ومما يجلب غضب الله على العبد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني