الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات الزوجة الصالحة والزوج الصالح

السؤال

ما هي الصفات التي يجب أن أتصف بها، والطريق التي يجب أن أسلكها؛ لكي أكون زوجة صالحة -مثل أمّنا خديجة، وعائشة -رضي الله عنهما-؟ ولكي أعيش أنا وزوجي في جنة الدنيا؛ ليرزقنا الله رجالًا -كسيدنا عثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنها-.
أتوسل إليكم أن تخبروني بشرح مستفيض عن منهج تربوي إسلامي؛ لأربي نفسي عليه، مع العلم أني لست متزوجة، ولا مخطوبة، ولكن أريد أن أتعلم فنون الحياة الزوجية، وأريد أن تفيدوني بعلمكم وخبرتكم عن أهمِّ الصفات التي يجب أن تتوفر في الرجال؛ لكي أحقق حلمي، وكيف أتحقق من تلك الصفات أنها متوفرة في زوج المستقبل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فبالنسبة للصفات التي يجب على المرأة أن تتصف بها؛ لتكون زوجة صالحة:

فأولها: تقوى الله في السر والعلن، والعسر واليسر، والمنشط والمكره.

وتتحقق التقوى بحفظ اللسان عن قول الزور، والكذب، والغيبة، والنميمة، واللغو، وسائر ما ذمَّه الشرع, وكفّ الجوارح عمّا حرّمه الله، من فعل الحرام، والمشي إليه، والنظر، والاستماع له، وحفظ القلب من الكبر، والحقد، والحسد، والرياء، والظن السيء، وسائر أمراض القلوب.

ولتعلم السائلة أن الزواج نعمة، فلا بدّ أن تقابل بالطاعة، فعلى المسلم اجتناب ما يحدث في حفلات الزواج من منكرات، ومخالفات شرعية، كإظهار النساء لما لا يجوز إظهاره من أنفسهنّ أمام الناس، واختلاطهنّ بالرجال الأجانب، واشتمال حفلات الأعراس على المعازف، وآلات الطرب، إلى غير ذلك مما حرمه الله.

ثم على المرأة بعد ذلك أن تطيع زوجها، وتستجيب له فيما يأمرها به، طالما لم يأمرها بمعصية لله، قال سبحانه: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}، قال ابن عباس، وغير واحد: (قانتات): مطيعات لأزواجهن.

حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ. قال السدي، وغيره: أي: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها، وماله. انتهى.

وعلى ذلك؛ فيجب على الزوجة حفظ أوامر الزوج، وحفظ نفسها حالة حضوره، وحالة غيبته.

وجاء في المسند، وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله تعالى، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب، لم تمنعه. قال الشوكاني: إسناده صالح.

وأما بالنسبة للصفات التي ينبغي توفرها في الزوج، فهي: الدِّين، والخلق، كما جاء في الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه، وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

وأما التأكد من تدينه وخلقه، فيكون بسؤال أصحابه وجيرانه عنه، وعن سيرته وأحواله, ثم عليك باستخارة الله سبحانه في كل أمورك, نسأل الله لك التوفيق، والسداد. وللفائدة تراجع الفتاوى التالية: 39905, 19166، 4203.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني