الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من ينشر الرذيلة من خلال القنوات الفضائية

السؤال

ما الحكم الشرعي بخصوص أصحاب القنوات الفضائية الذين يتعمدون إفساد المجتمع من خلال ما يتم بثه في قنواتهم الفضائية من أفلام وبرامج وذلك لأهداف مادية (المال والإعلان)؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن أصحاب هذه القنوات يعتبرون فسقة مجرمين.. ويجب على ولي أمر المسلمين منعهم وردعهم، ومن لم يكف منهم عاقبه وعزره حتى يرتدع ويعود إلى رشده، ويمتنع عن نشر الفساد ؛ لأن من الواجب على ولي أمر المسلمين حفظ دين الأمة وعرضها ومالها..

وهؤلاء الفسقة يفسدون دين الشباب وضعاف العقول والإيمان.. ويبتزون أموالهم ويتسببون في انتهاك أعراض الناس بنشر الرذيلة والدعوة إليها عبر قنواتهم..

وقد وعد الله عز وجل أولئك الذين يحبون إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم- على مجرد محبة إشاعة الفاحشة- بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ فما بالك بمن يشيعها ويذيعها بالفعل عبر الفضائيات، فقال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النور:19}.

وهؤلاء يحملون من الإثم والأوزار.. مثل ما على مَن انحرفوا بسببهم ما لم يتوبوا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.

وقال البخاري: باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة؛ لقول الله تعالى: ومن أوزار الذين يضلونهم .

نسأل الله تعالى أن يهدي الجميع ويصلح الحال.. وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية:78560، 75785 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني