الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نقاط الدم إذا نزلت من المرأة ليلا وانقطعت نهارا

السؤال

شيخنا الدورة الشهرية عندي تبدأ من اليوم العاشر في الشهر، هذا الشهر بدأت من أول الشهر نقط ثم أخذت علاجا تم رفعها نهارا وبالليل تنزل نقط في هذه الأيام تنزل الدورة إفرازات مدممة يوميا علما بأن الدورة عندي 6 ايام من غير اللولب حيث إنني أستخدم وسيلة اللولب.
السؤال ماذا أفعل وما ذا علي في رمضان هل هو مقبول علما بأني لم أفطر إلا يومين وماذا أفعل في الصلاة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمذهبُ الجمهور أن أقل الحيض يومٌ وليلة، وعليه فما ترينه من النقاط إن كان مجرد نقاط فقط مع جفوف تام بالمحل بحيث لو أدخلت شيئا خرج غير ملوث بالدم فإن هذه النقاط ليست حيضا فتصلين معها وتصومين، ولا تبتدئين حساب الحيضة إلا عند رؤية الدم الذي يبلغ يوما وليلة فأكثر، ومذهبُ مالكٍ رحمه الله أن أقل الحيض لا حد له وهو اختيارُ شيخ الإسلام ابن تيمية، ولعل هذا القول أرجح إن شاء الله.

وعليه فإذا كان مجموع الأيام التي ترين فيها الدم بعد استعمال(اللولب) قد تجاوز الخمسة عشر يوما محسوباً في ذلك ما يتخلل الدمَ من نقاء فقد أصبحتِ مستحاضةً في قول الجمهور، والواجبُ عليكِ على هذا أن تمكثي قدر عادتك قبل استعمال اللولب وهي ستةُ أيام تبدأ من اليوم العاشر من الشهر، ثم تغتسلين بعد انقضاء تلك الأيام وتفعلين ما تفعله المستحاضة من الصوم والوضوء لكل صلاة.

وأما إذا كان مجموع الأيام التي ترين فيها الدم مع ما يتخللها من طهر لا يتجاوز خمسة عشرَ يوماً فإن كل ذلك حيض، وتكون عادتك قد تغيرت فتتركين في جميع هذه المدة الصوم والصلاة، وما مضي من صيامك في رمضان ينبني على ما ذكرناه لكِ، فإذا كنتِ مستحاضة فالواجبُ عليكِ بعد رمضان قضاء الأيام الستة التي هي مقدارُ عادتك قبل الاستحاضة، وأما إذا كان مجموع ما ترينه حيضا فالواحب عليكِ قضاء جميع الأيام التي رأيتِ فيها الدم بعد انقضاء الشهر، وإذا رأيتِ الدمَ ليلاً ثم انقطع فنويتِ الصيام ولم تري شيئاً من الدم بالنهار فصيامك صحيح على ما رجحه كثير من أهل العلم حتى ولو عاد الدمُ في الليلة المقبلة، والواجبُ عليكِ عند انقطاع الدم أن تغتسلي لقول ابن عباس: إذا رأت الطهر ساعة اغتسلت وصلت. فإن عادَ الدمُ عادَ حكم الحيض، وأما الإفرازات -الصفرة والكدرة- فإنها بعد الطهر طهر، أما في أيام الحيض فهي حيض.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني