الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التريث في الطلاق ومعالجة المشاكل الزوجية بحكمة

السؤال

من بعد محاولات كثيرة لحل المشاكل بيني وبين زوجتي إلا أنها لم تتغير..لا مجال لمناقشتها الآن هي تطلب الطلاق بيديها الاثنتين رغم معاملتي لها بالإحسان ومخافة الله بها رغم حبها لي إلا أنها متضايقة من تبعات الزواج وحقوقه وواجباته التي بنظرها يأخذ كل حياتها تريد أن تعود لحرية العزوبية لتحقيق طموحاتها العملية لذا دائماً متمردة وناكرة ومنفجرة تريد الخلاص رغم مرور أيام رائعة جداً عندما تكون قنوعة أنا رغم ألمي الشديد لا أريد أن أطلقها من أجل بناتي الصغيرات وأيضاً تحسباً لمستقبلهن عندما يتزوجن بأن ربما لا يتقدم لهن أحد كونهن من أبوين مطلقين وزوجتي قبل أن أتزوجها كانت مطلقة أيضا من زوج قبلي وأبوهم أنا أيضاً من أبوين مطلقين وأمهم زوجتي من أبوين منفصلين طوال حياتهم وخالة بناتي أخت زوجتي مطلقة مرتين وأنا تحز في نفسي هذه النقطة كون عندما استشرت أهل العلم والخير مما أعانيه من مشاكل مع زوجتي فأحد العتاب الذي قاله لي أحدهم بأنني أنا لم أختر زوجة صح حيث اخترت زوجة من عائلة يكثر فيها الطلاق فأخشى حرقة قلب بناتي بهذه النقطة والله أو أن لا سمح الله يلحق بهم سلسلة الطلاق بحجة من أزواجهن مستقبلاً ، أو أن يتزوجوا عليهن ويبرروا ذلك بحجة أنهن من عائلة غير ثابتة على الزواج أي يقولون لهن أبوكم تزوج على أمكم وما شابه ولا مانع أن أتزوج عليك أنا أيضاً هذا ما يدور في رأسي والله لقد قرفت الحياة مع زوجتي ونكرانها لي رغم ما كل ما نتمتع به من نعم من الله.
هل من طريقة شرعية تفتون بها؟ هل من حل واحد لمشلكتي مع زوجتي غير الطلاق؟ زوجتي طلبت الخلع والهجر والطلاق أو أن أكون زوجا شكليا أمام الناس عندما وجدت إصراري على عدم الطلاق وحالياً نعيش بنفس البيت شكلياً فقط أمام الناس وأمام البنات.. إلا أن بناتي رغم صغرهن تجد الفرحة قلت منهن كونهن يشعرن بفرق المشاعر سابقاً قبل ضجر زوجتي وحالياً..
هل ما تطلبه زوجتي معقول شرعاً أي نعيش كلانا بعيدين ببيتين منفصلين دون طلاق؟ ودون أن يحق لي أن أكون وصيا على زوجتي أي تفعل وتتحرك كما تريد بدون مشورتي.. فهل يحق لها هذا وهل يتوجب علي الصرف عليها وعلى بيتها أي أعطيها مصاريف بناتي فقط دون أن أعطيها مصاريفها ، وأدخل بيتها كل عدة أيام فقط من أجل أن أرى بناتي وأتفاعل معهن؟
هل يحق لي أن أتزوج كما قالت لي وأبقيها على نفس الحال معلقة دون طلاق ؟؟ أم يجب علي شرعاً أن أساوي بينها وبين زوجتي الجديدة رغم أن هي من تطلب هلاك وتفريق أسرتنا ولست أنا أقسم بالله أي ليس لدي رغبة أو نية مبطنة للزواج بأخرى وعدم الصرف على زوجتي رغم وجود إمكانياتها المادية وتستطيع أن تعتمد على نفسها وليست بحاجة إلي كما كانت تخبرني لتطعن بكبريائي إنما أنا مجروح منها كثيراً بسبب تنكرها وتعاليها علي وتمردها وعدم اهتمامها عن رضاي عليها فليس لدي الرغبة أن أحقق لها رغبة هلاك حياتنا الأسرية وأن أصرف عليها أيضاً أم لديكم حلول أخرى عمليه تكون شرعية وتحفظ بسمة بناتي قدر الإمكان.. المشكلة هو أنني لا أستطيع أن آخذ اتفاقا ثابتا مع زوجتي فربما الآن تطلب أن أعطيها حريتها وأن أكون زوجها أمام البنات والناس شكلياً كحل سريع لها لكي تتفرغ لتحقيق مصالحها الشخصية في متابعة دراستها وحياتها العملية ثم بعد أن أتزوج تنفجر عندها الغيرة وتعود لتلاحقني وربما تضغط على بناتي بالكلام الجارح أبوكم مع زوجته الجديدة وما شابه من كلامها الضرب الجارح كما أعرفها لأن من طباع زوجتي أنها إذا كانت منزعجة من أحد فإنها تعكس إنزعاجها بأن تعصب على من حولها وتنكد أيامه وتلتئم فكيف إذا كان انزعاجها من زوجها القديم أبي بناتها ؟؟ ربما تنفجر لتزعجني ولتطالبني بالمساواة معها وأنا بنظري لا تستحق المساواة والعدل مع زوجتي الجديدة كونها لم تقدرني وتقدر مخافتي من الله بمعاملتي لها وبالإحسان والطيبة ولم تقدر حياتي معها المستقرة من طرفي أشك أنها تزوجتني مؤقتاً فقط لكي تحصل على الأطفال الذي حرمها منهم زوجها السابق بإرادته ولأن زوجتي لم تستعد لتبعات الزواج وتحمل مسؤولياته طوال العمر رغم زواجي منها وكان سنها ناضجا 28 سنة ومرورها بحياة زوجية سابقة قبلي عرفت من خلالها شخصية الرجل وحقوقه كزوج... فهلكتني وهلكت حياتي بنكدها ونكرانها من أجل التخلص من تبعات الزواج فأخشى كيدها في أن لا تريحني بعد ابتعادي عنها وربما بعد زواجي من جديد أرشدوني كيف أتصرف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطلاق كالكي لا يكون إلا آخر الدواء، فلا ينبغي أن يصار إليه أو يكون حلا لخلافات آنية ومشاكل مؤقتة لعواقبه الوخيمة وأثره السيئ على الزوجين وعلى الأولاد وعلى المجتمع، وقد وضعة الشارع الحكيم بيد الرجل ليتصرف بعقلانية وحكمة ولا يلجا إليه إلا إذا استنفذت وسائل الصلح وسبل العلاج واستحكم الشقاق، فحينئذ يكون الفراق خيرا من التلاقي وحل العصمة خيرا من بقائها.

وبناء عليه فالذي نراه وننصحك به هو معالجة تلك المشكلة بحكمة ومحاولة معرفة أسباب تبرم زوجتك منك ولا تجبها إلى الطلاق ما وجدت إلى الصلح وحل المشكلة سبيلا.

ولك أن تبقى معها مع تنازلها عن حقوقها في المبيت أو النفقة ونحوها، لكن ذلك لا يسقط حقك عليها متى ما أردته، ولا يسقط قوامتك في بيتك، فليس لها أن تخرج دون إذنك ويلزمها طاعتك في المعروف، ولا يجوز لك أن تقرها على منكر، وأنت تستطيع تغييره، فهي من رعيتك وأنت مسئول عنها يوم القيامة كما في الحديث: الرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته.

وأما ما تخافه من انعكاس الحياة السلبية بينكما على بناتك وحياتهما الزوجية في المستقبل فهو تخوف في محله، لكن ينبغي إحسان تربيتهن مهما كان، وإذا كتب الله لهن الزواج فعلمهن حقوق أزواجهن وأوصهن بما ينبغي التعامل به، وما كنت تحب من زوجتك أن تكون عليه من السمع والطاعة، وبذلك تجنبهن سبيل أمهن ونحو ما ذكرت بإذن لله، وأما أن تتزوج بأخرى مع زوجتك فلا حرج في ذلك ولا يلزمك العدل إن أسقطت زوجتك الأولى حقها فيه، لكن ما خشيت من غيرتها وتقلب مزاجها مما يخشى، فاستخر الله عز وجل في أمرك واستشر ذوي الرأي والحكمة من أهلك وخاصتك وافعل ما يترجح لديك من ذلك.

وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 64210، 31947، 28395، 96453، 112898.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني