الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلقها ثم قال طالق وستعودين إلى بيت أهلك

السؤال

أرجو منك يا فضيلة الشيخ إجابتي عن هذا السؤال الذي أرقني وأتعبني كثيراً لدرجة انه أصبح الهاجس الوحيد في حياتي وأصبحت أبكي ليل نهار أنا سيدة أقيم في دولة أوروبية لذلك ليس لدي محاكم إسلامية ألجأ إليها السؤال هو: حدثت مشاجرة شديدة بيني وبين زوجي اعتديت فيها أنا على زوجي بالكلام وقد كان عندما كنت أهينه بالكلام يدير بوجهه عني حتى لا يغضب بينما أنا اعتقدت بأن هذا عدم مراعاة لشعوري فزدت في الكلام حتى أنه قال لي بأني أقول كلام أكبر مني ولا أعرف معناه وطلبت منه الطلاق وقلت له بأنك غير حنون ويجب أن تطلقني وأنا لا أريد أن أعيش معه ثم قلت له بأني سأذبحك بالسكين واتجهت إلى المطبخ لأحضر سكيناُ وفي الحقيقة لم أكن أريد إلا إثارته فقط وفي وقوفي دفعني زوجي على الأريكة وعندما وقعت قمت وضربته برجلي فغضب زوجي غضباً شديداً وضربني على رأسي وقال لي أو تضربينني فضربني وقال أنت طالق عندما قالها لم أكن أحس أنه فاقد وعيه ولكنه كان غاضبا مني واستمر في ضربي وقال وهو يضربني طالق وستعودين إلى بيت أهلك وجرني من شعري إلى الغرفة وبقي هو في الصالة وبعد فترة خرجت أنا إليه فأخذني في أحضانه وقال باني أنا التي دفعته إلى هذا التصرف فقلت له بأنك طلقتني فقال بأن هذا الطلاق غير معتبر لأنه كان في حالة غضب فسألته هل أنت لم تكن تعي ما تقول فقال بأنه كان يعي ولكن قد فقد السيطرة على أعصابه وسألته عن الطلقة الثانية فقال بأنه لا يذكر شيئا عنها وعندما قلت له بأنك أنت الذي تحدد حد الغضب وليس أنا فقال بأنه كان شديد الغضب وظهر ذلك من خلال ردة فعله وقيامه بضربي مع العلم بأن هذه هي أول مرة تصل الأمور بيني وبين زوجي إلى هذا الحد وأول مرة يعتدي علي بالضرب فهو ليس من طبعه الضرب أو الإهانة وأول مرة أراه بهذا الشكل لدرجة أني خفت منه أرجو منكم إفادتي بشأن وقوع الطلاق من عدمه وهل هي طلقة أم أكثر مع العلم بأني كنت حائضا حينها كما أرجو منكم الدعاء لي فأنا أمر بظروف نفسية سيئة ومصابة بالاكتئاب أستحلفكم بالله أن لا تهملوا رسالتي وأرجو من الشخص الذي يقرؤها أن يجيب علي أو يرسلها إلى أي شخص يتولى الإجابة علي أرجوكم أرجوكم أستحلفكم بالله لا تهملوا رسالتي والإجابة سريعاً فأنا قد تعبت لدرجة أنني أصبحت أرسل هذا السؤال إلى أكثر من موقع ولم يقم أحد بالإجابة علي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنرجو منك أولا أن تهوني على نفسك، وأن تدفعي عنك القلق فإنه لا يأتي بمرغوب ولا يدفع مرهوبا، وأما بخصوص هذا الطلاق فما دام زوجك قد تلفظ به وهو يعي ما يقول فإن طلاقه واقع، فليس مجرد الغضب بمانع من وقوع الطلاق ما لم يفقد صاحبه وعيه كما هو مبين بالفتوى رقم: 1496.

كما أن طلاق الحائض يقع على الراجح من أقوال العلماء، وراجعي الفتوى رقم: 8507.

وهي طلقة واحدة إن قصد بقوله " طالق وستعودين إلى بيت أهلك " تأكيد تلك الطلقة الأولى، وأما إن قصد إنشاء طلقة أخرى فهما طلقتان، وله الحق في رجعتك من غير عقد جديد ما دمت في العدة ، فإذا انقضت العدة لم يجز له رجعتك إلا بعقد جديد.

ولا يخفى عليك أنك قد أسأت باعتدائك على زوجك بالضرب وباستطالتك عليه بالكلام، فالواجب عليك التوبة وعدم العود لمثل ذلك، وفي المقابل قد أساء زوجك باعتدائه عليك بالضرب. وننصح بالحرص على التفاهم بين الزوجين، واحترام كل منهما للآخر، وتحري الحكمة إذا وردت عليهما بعض المشاكل. وراجعي الفتوى رقم: 21944.

ونسأل الله أن يصلح أمركم ويلهمكم رشدكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني