الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر على بخل الزوج وعدم التفريط في حقه

السؤال

أنا متزوجة منذ 18 سنة وأعاني من بخل زوجي الذي يشتري لنفسه كل ما تشتهي نفسه ويبخل علي وعلى أبنائه ولما أطلب منه النقود يقول إن له ديونا يجب أن يسددها، ذهب العام الماضي إلى الحج وكذب علي وقال إنه استدان من أمه والحقيقة هي أن أمه أعطته ميراثه، ولا أقول الأكاذيب التي أسمعها كل يوم، ومنذ يومين لا يكلمني أصبح ينام لوحده هذا لأنني أظهرت له أنني لم أستطع أن أتحمل أكثر من هذا . انجدوني أنا لا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالبخل من الصفات الذميمة التي نهى الشرع عنها، قال صلى الله عليه وسلم: ..واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم.. صحيح مسلم، كما أن الكرم والجود من الصفات التي يحبها الله ورسوله، وقد وعد الله من ينفق على أهله الأجر على ذلك.

فعن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك. متفق عليه.

ومن حق المرأة على زوجها أن ينفق عليها وعلى أولاده بالمعروف، فعن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

فإذا كان زوجك ينفق عليك وولدك بالمعروف، فلا يكون بخيلاً، أما إذا كان لا ينفق عليكم بالمعروف فيكون بخيلا.

وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للزوجة إذا كان زوجها بخيلاً أن تأخذ من ماله بغير علمه ما تنفق به على نفسها وأولادها بالمعروف، فعن عائشة رضي الله عنها: أن هند بنت عتبة قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. صحيح البخاري، وصحيح مسلم.

وننصح السائلة أن تصبر على سلوك زوجها ولا تقابله بتقصير في حقه، فإن حق الزوج عظيم، وعليها أن تتلطف في نصحه وتوجيهه إلى الخلق الطيب، مع الاستعانة بالله ودعائه، فإن الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني