الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب القضاء على من يدخل في غيبوبة لفترات طويلة

السؤال

كيف يقوم الشخص المريض مرضا مزمنا بصلاته علما أنه مرض لمدة سنة ونصف بسرطان كبدي وفي غالب الأحيان في غيبوبة ما هي الطريقة التي يجب أن يسدد بها هذا الدين من صلاة وصوم وهل يجوز أن يصلي أبناؤه عنه أرجو إفادتي في أقرب الأوقات عن كيفية سداد هذا الدين ووفقكم الله لكل خير...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لهذا المريض الشفاء، ولجميعِ مرضى المسلمين، ثم الواجبُ على هذا المريض أن يصلي حسب استطاعته ما دامَ عقله ثابتاً، فيصلي قائماً إذا قدر، فإن عجز صلى قاعداً، فإن عجز صلى على جنب، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين. أخرجه البخاري.

وإذا عجزَ عن بعض أركان الصلاة سقط عنه ما عجز عنه لقوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة 286}، فإذا فقد المريض عقله الذي هو مناط التكليف فلا تجبُ عليه الصلاة، واختلف العلماء في وجوب القضاء على المغمى عليه إذا أفاق، والصحيح أن من أغميَ عليه جميع الوقت لا يلزمه القضاء، وهذا قول الشافعي ومالك ، وانظر الفتوى رقم: 1322.

ولا تُقضى الصلاة ولا الصيام عن الحي بل المريض يُصلي حسب حاله كما ذكرنا، ولو أن يُصلي إيماءً برأسه أو بأن يُمر أذكارها على قلبه إذا عجز عن غير ذلك، فهو يمكنه أن يُصلي ما دام عقله ثابتا.

وأما الصيام فإنه إن عجز عنه لمرضٍ لا يُرجى زواله فإنه يطعم مسكيناً مكان كل يوم أفطره، وقدر الإطعام عن اليوم مُدٌ من طعام وهو ( 750 جراماً تقريبا ) من الأرز، وأما إن مرض مرضا يرجى له الشفاء منه فعليه إن شفي قضاء ما أفطره فإن اتصل مرضه بموته لم يلزمه شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني