الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة والاجتهاد في العبادة وطلب العلم

السؤال

الإخوة الكرام..... جزاكم الله خيراً أريد من حضراتكم برنامجا عمليا للتوبة، وتنظيم الوقت لأداء العبادات أريد من حضراتكم برنامجا لطلب العلم فى فروع -العقيدة- الفقه- التربية والرقائق؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن التوبة إلى الله تعالى فرض على العبد.. والواجب عليه المبادرة إليها، وقد وعد الله تعالى عباده المسرفين على أنفسهم إذا عادوا إليه وتابوا من ذنوبهم بمغفرة جميعها، فقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُون {الزمر:53-54}، وقال تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، وقد بينا شروط التوبة وما يتعلق بها في الفتوى رقم: 5450، فنرجو أن تطلع عليها.

وأما أوقات العبادة (المفروض منها والتطوع) فقد حددها الله تعالى ونظمها في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فبين أوقات الصلاة والزكاة والصوم... مع أن حياة المسلم كلها ينبغي أن تكون عبادة لله التي من أجلها خلق، كما وصف تعالى أولي الألباب بقوله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {آل عمران:191}، وكما في قوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الأنعام:162}، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 5549.

وفيما يخص برنامج طلب العلم فالأفضل أن تبدأ بالمختصرات والمبادئ الأولية لكل فن تريد أن تدرسه، ففي مجال العقيدة مثلاً تبدأ بكتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين أو ما أشبهه، وفي الفقه تبدأ بكتاب منار السبيل في فروع المذهب الحنبلي أو ما يماثله من كتب الفقه في المذاهب الأخرى، وفي مجال التربية والرقائق تبدأ بكتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي وهو مختصر لكتاب ابن الجوزي الذي اختصر به كتاب الإحياء للغزالي، وللمزيد من الفائدة والتفصيل انظر الفتوى رقم: 57232.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني