الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتراض المترجم على ما يراه مخالفا لروح الشريعة

السؤال

أعمل مترجماً لإحدى المؤسسات الدعويه الإسلامية حيث أقوم بترجمة ما يسند إلي من أعمال، في بعض الأحيان أعترض على فحوى ما أترجمه (لمصلحة الدعوة) فعلى سبيل المثال في مسألة زواج المرأة بنفسها دون الولي تقتبس المؤسسة عن قدامى الفقهاء ومن بين الاقتباس مقارنة وضع المرأة في هذه المسألة بوضع تصرف العبد دون الرجوع إلى سيده وهكذا.. وطالما تترجم هذه الأعمال إلى اللغات الأخرى فهي عرضة ولا شك لأن يقرأها غير المسلمين.. ولا شك أنها ستؤخذ كأداة للطعن في الدين الإسلامي الحنيف.. لا سيما في وقت وصلت فيه المرأة إلى أعلى المناصب.. اعترضت على ذلك فقيل لي اختصاصك فقط هو ترجمة هذه الأعمال.. مع العلم بأنني من أبناء الأزهر ولدي من الخبرة في التعامل مع غير المسلمين ما لا يملكة هؤلاء.. فأفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حقك أن تعترض على ما تراه مخالفاً لروح الشريعة وهدي الإسلام وما قد يفهم خطأ، وينبغي أن تمتنع من ترجمة ذلك، ولكن خشيتنا من انتقاد الغربيين لا تعني أن نترك ما هو ثابت في شرعنا أو ما هو صحيح مما ذكره علماؤنا، ولو ذهبنا نجاري الغرب فيما عنده ونتستر على كل ما لا يرضيه من ديننا لتركنا ديننا كله، وقد قال تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ {البقرة:120}، والمطلوب هو الحكمة والتثبت من صحة المعلومات المترجمة وعدم معارضتها لثوابت الشرع وعند الاطلاع على خطأ فيها أو ما يمكن فهمه خطأ ينبغي مراجعة المسؤولين المختصين وبيان ذلك لتعديله أو حذفه، ونحمد لك غيرتك على دينك وسؤالك عما أشكل عليك ونشكر لك تواصلك مع هذا الموقع، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 7453.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني