الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا رهن صلى الله عليه وسلم درعه لدى يهودي دون بعض أصحابه

السؤال

ورد في الحديث أن النبي مات وكان له درع مرهونة عند يهودي لم لم يذهب إلى صحابته عبد الرحمن بن عوف و عثمان بن عفان وذهب لليهودي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مما لا شك فيه أن أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار وغيرهم كانوا يتسابقون إلى خدمته- صلى الله عليه وسلم - بأنفسهم وأموالهم ويفدونه بآبائهم وأمهاتهم.. بل كانوا يتسابقون في خدمة بعضهم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.. ولكن النبي- صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلن حاجته لهم.

قال العلماء: والحكمة في عدوله صلى الله عليه وسلم عن معاملة أهل اليسر من الصحابة إلى معاملة اليهودي: إما لبيان جواز التعامل مع اليهود وغيرهم من الكفار.. أو لأنه علم أن أصحابه لم يكن عندهم إذ ذاك طعام فاضل عن حاجتهم، أو خشي أنهم لا يأخذون منه ثمنا أو عوضا.

قال النووي: وكان النبى صلى الله عليه وسلم فى وقت يوسر ثم بعد قليل ينفد ما عنده؛ لإخراجه في طاعة الله من وجوه البر وإيثار المحتاجين وضيافة الطارقين وتجهيز السرايا وغير ذلك وهكذا كان أصحابه.. وكان أهل اليسار من المهاجرين والأنصار رضى الله عنهم مع برهم له صلى الله عليه وسلم وإكرامهم إياه وإتحافه بالطرف وغيرهما، ربما لم يعرفوا حاجته فى بعض الأحيان لكونهم لايعرفون فراغ ما كان عنده من القوت بإيثاره به، ومن علم ذلك منهم ربما كان ضيق الحال فى ذلك الوقت ... ولايعلم أحد من الصحابة علم حاجة النبى صلى الله عليه وسلم وهو متمكن من إزالتها الا بادر إلى إزالتها لكن كان صلى الله عليه وسلم يكتمها عنهم إيثارا لتحمل المشاق وحملا عنهم، وقد بادر أبو طلحة حين قال سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرف فيه الجوع إلى إزالة تلك الحاجة وكذا جابر.. وأبو شعيب الأنصارى الذى عرف فى وجهه صلى الله عليه وسلم الجوع فبادر بصنيع الطعام وأشباه هذا كثيرة مشهورة، وكذلك كانوا يؤثرون بعضهم بعضا ولايعلم أحد منهم ضرورة صاحبه إلاسعى فى إزالتها. وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بذلك فقال تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ {الحشر:9}، وقال تعالى: ِرُحَمَاء بَيْنَهُمْ {الفتح:29}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني