الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذرت أن تأخذ ابنها للحج ولم تعين باللفظ أو النية وقتاً

السؤال

نذرت والدتي باصطحاب أخي الكبير للحج منذ أن كان صغيراً، وهي حالياً بصدد أداء فريضة الحج لهذا العام، وكما تعلمون فإن تكاليف أداء هذه الفريضة مرتفعة كثيراً ووالدتي لا تعمل، وأخي عمره الآن 30 تقريباً وعمله لا يسمح له بأداء هذه الفريضة لهذا العام، فماذا يجب على والدتي أن تعمل تجاه هذا النذر، فأفيدونا بالجواب الكافي ولكم الأجر، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن نذر نذراً مما يعتبر قربة لزمه الوفاء به بلا خلاف، وقد امتدح الله عباده الموفين بالنذر، قال تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا {الإنسان:7}، وقال تعالى: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ {الحج:29}، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه. رواه البخاري.

فإذا كانت أمك قد نذرت اصطحاب أخيك للحج ولم تعين باللفظ أو النية وقتاً لذلك، فإن لم تستطع الوفاء به هذه السنة فإنه يبقى في ذمتها، فمتى وجدت القدرة المادية وسمح عمل أخيك بأداء الحج لزمها الوفاء بنذرها، وإن عينت وقتاً كهذا العام أو في حجتها هذه فعليها أن تفي به، فإن عجزت مادياً أو لم يسمح لأخيك بالذهاب لزمها بدله كفارة يمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ومن نذر نذراً لم يطقه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذراً أطاقه فليف به. أخرجه أبو داود وابن ماجه.

وكفارة اليمين هي: إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم به الشخص الحالف أهله أو كسوتهم أو عتق رقبة، فمن لم يجد شيئاً من ذلك صام ثلاثة أيام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني