الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الإساءة إلى أم الزوج

السؤال

مشكلتي مع أمي هي من زمان كان عندها مشاكل مع جدتي أم أبي وصدق جدتي كانت شريرة بس هي الآن كبرت وتغيرت والآن قاعدة عندنا لأن أبي سافر وأحضرها عندنا حتى ما نقعد لحالنا نحس بالوحدة أمي صارت تعاملها بطريقة مرة مزعجة ولا مرة شفتها قعدت وكلمتها جدتي من الصبح إلى الليل وهي قاعدة بالصالة ولا أحد يكلمها نحن بالمدرسة وأمي ما تكلمها تخيلوا حتى الغداء والعشاء ما تأكل معها تحط لجدتي لوحدها وبعدين بتقول لنا ومرة أعطت لها أشياء وجدتي قعدت تشوفهم وما كملت ثانية حتى أمي قالت لها: شنو هذا كلمة شكراً ما قلتها لي لازم أعطيك بالغصب أو هذا واجب ولما راحت أمي قالت جدتي لا أنا ما أبغيهم ما أحب الذي يقول لي هذا الشيء والله إن أمي صرت أحس أنها شريرة مع جدتي حتى خالتي لما تحضر عندنا تعامل جدتي معاملة أحسن من أمي ولما أقول لأمي تضربني وتشاجرني وتقول لي لا تحاسبيني وبعدين كفايا عليها أن أنا تاركتها في بيتي وتأكل وتشرب من خيري، والله أنا خلاص لا أعرف أمي على حق ولا على باطل لأنها يمكن تبغي تنتقم منها، أريد أن أعرف حكم الذي تفعله أمي.. ساعدوني؟ الله يخليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حسن عشرة المرأة لزوجها إحسانها إلى أهله، والتغافل عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، وإذا كانت خدمة أهله ليست واجبة على الزوجة، فإن الإساءة إلى أم الزوج تعد من سوء العشرة، ومما يتنافى مع أخلاق الإسلام، فقد أمر الشرع بالإحسان إلى الناس وعدم إيذائهم، ولو كانوا من الخدم أو الرقيق، بل أمر بالإحسان إلى البهائم، وجعل الإحسان إلى الناس من أفضل أعمال البر، ومن أسباب شرح الصدور ومغفرة الذنوب وتثقيل الموازين يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق. رواه الترمذي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

كما أن الإنسان إذا صنع معروفاً لغيره فينبغي أن يكون قصده به رضا الله، ولا يمن عليه أو يؤذيه، فإن ذلك يؤدي إلى إحباط أجره، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ .. {البقرة:264}، فالواجب عليك أن تحسني صحبة جدتك وتبريها بما تقدرين عليه من أنواع البر، كخدمتها ومؤانستها وإلانة الكلام لها، وعليك أن تنصحي أمك وتبيني لها خطأ إساءتها إلى جدتك، وفضل الإحسان إليها، مع مراعاة الطريقة اللائقة بمخاطبة الوالدين، من التوقير والرفق وخفض الجناح، مع كثرة الدعاء لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني