الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قرأت في قصة من القصص: أن فتاة كانت تقرأ كل يوم وردا لها من كتاب ربها وكانت صالحة مستقيمة على الخلق مؤدية حق ربها حتى وافتها المنية ثم بعد ذلك وجدوا في غرفتها صوت أزيز كل يوم في الوقت التي تدرس في الورد من القرآن فسألوا عنه أحد الصالحين فأجابهم هذه الملائكة تبكي لفراق هذه الفتاة الصالحة.
ما أريده هو هل هذا التعبير جائز من الشيخ وهل الملائكة تبكي وهل يوجد مستند من قصة أو آية بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يمكن الجزم بصحة ما ذكره هذا الشيخ، ولا ينبغي له الجزم بمثل هذا من غير دليل، ولكن لا يبعد أن يكون ما حدث إكراما لهذه الفتاة بسبب استقامتها وحرصها على تلاوة كتاب الله تعالى، وأن يكون هذا الصوت من الملائكة، وراجع الفتوى رقم: 16929.

وأما بكاء الملائكة فلا نعلم عليه دليلا صحيحا، وقد ورد بخصوصه حديث رواه البيهقي في شعب الإيمان عن الهيثم بن مالك، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فبكى رجل بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو شهدكم اليوم كل مؤمن عليه من الذنوب كأمثال الجبال الرواسي، لغفر لهم ببكاء هذا الرجل، وذلك أن الملائكة تبكي وتدعو له وتقول: اللهم شفع البكائين فيمن لم يبك.

وقال البيهقي عقب روايته له: هكذا جاء هذا الحديث مرسلا. انتهى.

وقال عنه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع: مرسل موضوع. انتهى.

ومع هذا فليس بمستبعد حصول البكاء من الملائكة، فإنهم يخافون ربهم وهم من خشيته مشفقون كما حكى الله عز وجل عنهم في القرآن، لكن مثل هذا الأمر لا يصح أن يقال فيه بالرأي والاجتهاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني