الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ولمن خاف مقام ربه جنتان

السؤال

تفسير آية في سورة الرحمن بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ولمن خاف مقام ربة جنتان) صدق الله العظيم0
ما هما الجنتان وأين تقعان وما اسم الجنتين0 وكيف يكون الخوف لتكون له الجنتان0 وهل إحداهما في الأرض تكون للمؤمن الرجاء التفسير بإسهاب واستفاضة0

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمكان الجنات جميعا فوق السماوات السبع وليس منها شيء في الأرض, ومما يدل على ذلك ما جاء في البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة.

وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع، وأنه لا تحصرها السماوات ولا الأرضون ولا تحيط بها، والعلم في ذلك كله عند من يعلم السر وأخفى.

وقد قال البغوي في تفسيره: وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن الجنة: أفي السماء أم في الأرض؟ فقال: وأي أرض وسماء تسع الجنة؟ قيل: فأين هي؟ قال: فوق السماوات السبع تحت العرش.

وقال قتادة: كانوا يرون أن الجنة فوق السماوات السبع، وأن جهنم تحت الأرضين السبع. انتهى.

أما اسم الجنتين فهما -والعلم عند الله– جنة عدن وجنة النعيم, جاء في تفسير البغوي: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ. قال مقاتل: جنة عدن وجنة نعيم. انتهى.

وأما سؤالك كيف يكون الخوف للفوز بهاتين الجنتين؟ فاعلم أن من ترك معصية ربه ونهى نفسه عن هواها فهذا هو الخائف حقا المتقي حقيقة وصدقا, جاء في تفسير البغوي: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ... أي: مقامه بين يدي ربه للحساب فترك المعصية والشهوة. وقيل: قيام ربه عليه، بيانه قوله: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت، وقال إبراهيم ومجاهد: هو الذي يهم بالمعصية فيذكر الله فيدعها من مخافة الله. انتهى.

وقد ذكر العلماء وجوها لكونهما جنتين, جاء في تفسير البغوي: قال محمد بن علي الترمذي: جنة لخوفه ربه، وجنة لتركه شهوته.

و جاء في تفسير السعدي: أي: وللذي خاف ربه وقيامه عليه، فترك ما نهى عنه، وفعل ما أمره به، له جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وبنيانهما وما فيهما، إحدى الجنتين جزاء على ترك المنهيات، والأخرى على فعل الطاعات. انتهى.

وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 47690.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني