الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث (لأعلمن أناسا يأتون يوم القيامة بحسنات..)

السؤال

هل هذا الحديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم: معنى الحديث يأتي أحدكم بحسنات ...من صلاة وصيام وزكاة وحج وكجبال تهامة, ولكنها تذهب هباء منثورا, ذلك بأنه كان إذا خلا بنفسه يرتكب معصية؟ وهل يوجد تعارض بينه وبين الحديث القدسي: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم -يقول: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي, يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي, يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. والآية الكريمة: إن الحسنات يذهبن السيئات.
أجيبونا بارك الله فيكم لأن هذا الحديث يؤرقني كثيرا ويفقدني الأمل بكل الأعمال الحسنة التي أفعلها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث المسؤول عنه صحيح فقد رواه ابن ماجه وصححه الألباني ونصه: لأعلمن أقواما يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله هباء منثورا. قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.

فهذا الحديث لا تعارض بينه وبين الحديث القدسي المذكور الذي رواه الترمذي وصححه الألباني فإن الحديث الأول يراد به من يتظاهر بالصلاح والبعد عن المعاصي أمام الناس فإذا خلا وحده بارز الله بالمعاصي فكأنه يجعل الله تعالى أهون الناظرين إليه، وعلى هذا حمله الهيتمي في الكبائر.

وأما الحديث القدسي فقد حمله المناوي في فيض القدير على من تاب توبة صادقة واستغفر من جرائم ذنوبه ومات على التوحيد، وبناء عليه فننصحك بعدم اليأس والثقة بفائدة الأعمال الصالحة وأثرها.

وراجع في نص الحديث الأول والكلام عليه وعلى الآية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73587، 9268، 79528، 114154، 114548، 57184، 51247.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني